برقيات طريقة عمل و طن ناجح بقلم جيهان عبد الرحمن
بالرغم من افتتاح فرع الجامعة الألمانية في العاصمة برلين عام 2012, وكثير منا حضر الافتتاح الكبير, و قام بزيارة الفرع أكثر من مرة و قام بالتقاط الصور التذكارية مع رئيس مجلس الأمناء د.اشرف منصور رئيس مجلس الأمناء وفريق عملة الرائع, إلا ان زيارتنا هذه المرة لمنطقة راينكندورف حيث يوجد فرع الجامعة في العاصمة برلين كان لها شأن اخر. ليس لكون فرع الجامعة أثبت في سنواته الاثني عشر أنة فرع لمؤسسة تعليمية ثنائية القومية، ولا كونها مذكورة في كتيب التعريف بالمنطقة كأحد معالمها الهامة, لكن يمكننا القو ل أن هناك تاريخ سابق علي إنشاء فرع الجامعة لتلك المنطقة الصناعية الهامة وتاريخ لاحق مكمل له يعكس في مجملة حكاية وطن اتحدت فيه الرؤيا والاهداف, بل قدمت لنا السيدة شولتسيه برنت عمدة مقاطعة” رايندكندروف” بمنطقة ” بورزيجفركة” ونحن علي مأدبة العشاء طريقة عمل وطن ناجح.
السيدة برنت، كان لها دور كبير في إنشاء فرع الجامعة ببرلين, تلقفت الفكرة تواصلت مع المسئولين بحثوا في القوانين و اللوائح, قاموا بالتعديل المطلوب عن طريق مجلس النواب، بلا تعقيدات بيروقراطية, ولا شروط تعجيزية, ولا أدراج مفتوحة من أجل راشا وأخواتها.
تحدثت عمدة المقاطعه بفخر بالغ وحب شديد عن منطقتها “بورزيجفركه”التي تقع ضمن الكيان الاأداري لمقاطعة رينكندورف, والتي يقطنها 20 الف نسمة متنوعي الاعراق, كانت وقت الحرب العالمية الثانية متخصصة في صناعة الاسلحة, لكنها تعرضت لقصف جوي شديد, فكان الهدف الواضح لديهم بعد الحرب كيف يمكنهم الحافظ علي التاريخ والمباني الأثرية المتبقية, كيف يوثقون للأجيال القادمة تاريخ مدينتهم الذي يعود الي 200 عام, قالت كان هناك شخص لدية مصنع كبير لبناء قطارات السكة الحديد, جاء للمنطقة بعد ازدحام وسط البلد وقام ببناء أول برج سكني كبير, تخليدا لذكراه تم وضع العربة الاولي من القطار في مدخل المدينة ليراها الجميع رمزا للوحدة التي تمت عام 1989.
ألمانيا مهتمة بالصناعة و بها مطار تيجل الذي يجعلها منطقة منفتحة علي العالم, لهذا جاءت كبري الشركات للمنطقة مثل موتوريلا، ومخازن أمازون وغيرهم من العلامات التجارية الكبري, ومن المنطلق نفسة حين طرح الدكتور أشرف منصور فكرة إنشاء فرع للجامعة الالمانية ببرلين, اقتنعنا بأهميتها للمنطقة و قمنا بتسهيل كل الإجراءات, واصبح للجامعة مقرا في المبني الحكومي الذي يضم مكاتب لكل مؤسسات الدولة، وذلك للثقة بأن الجامعة الناجحة تعني وطن ناجح ومستقبل واعد.
فاعلية نظمتها الجامعة بفرع برلين تم من خلاله استقبال 260 طالب وطالبة من جنسيات مختلفة, تم تنظيمهم في خمسة عشر ورشة عمل في التصميم والذكاء الأصطناعي والموسيقي, بمشاركة 60 شركة صناعية كبري و300 جامعة ألمانية, الفكرة هنا إلي جانب التطبيق العملي للعلم والبحث العلمي ما ينتج عن تلك الورش من تبادل حضاري وثقافي وتواصل بين الطلاب, وهو نفس المعني الذي أشار اليه وكيل وزارة التعليم العالي الفيدرالية حين أجاب بنفسه عن سؤال طرحه في بداية حديثه وهو لماذا تنفق الدولة ربع مليون يورو لصالح التبادل الطلابي ؟ كل بلاد العالم بها علم و تحتاج في الوقت ذاته الي العلم والتواصل والتعاون فيما بينها يحقق السلام فلا أحد يريد الحرب, القرارات تتخذ و أمامهم 20 و 30 سنة قادمة البطل والمحور والمحرك فيها هو العلم والبحث العلمي وهذا يستحق كل ما ينفق من اموال فهم يصنعون الأوطان.
وفقا لإحداثيات طائرة مصر للطيران في الرحلة 732 التي اقلتنا من مطار برلين الي ميناء القاهرة الدولي كنا علي ارتفاع 37 الف قدم تفصلنا عن الار ض.لكن المسافة بين وطن ناجح وأخر غير ذلك تقاس بالعلم والبحث العلمي وحجم الانفاق واستراتيجية واضحة للمستقبل وفي القلب منها الشباب.