طارق أحمد
كان مصير مصر مرهونا بموقف الدولة العثمانية من الحرب العالمية الأولى التى بدأت فى أغسطس 1914 ، ولما كانت الدولة العثمانية على وفاق مع ألمانيا فقد دخلت الحرب إلى جانبها فى 5 نوفمبر 1914 ، فقد أصبحت مصر فعليا غنيمة لبريطانيا فكان فرض الحماية على مصر وزوال السيادة العثمانية .
ولم يكن هذا القرار الا كشف القناع الذى أخفى وراءه الوجه الحقيقى للوجود البريطانى فى مصر ، فى حين نجد الدولة العثمانية المتحالفة مع ألمانيا والنمسا قد أخذت وعود وتأمينات منهم لعدم التعدى على الأراضى المصرية والتعرض لها ، وبالرغم من هذا نجد بريطانيا ترد بأنها وضعت مصر تحت حماية بريطانيا ، وبذلك زالت سيادة تركيا على مصر وستتخذ حكومة جلالته كل التدابير اللازمة للدفاع عن مصر وحماية أهلها ومصالحها، وكان هذا بتاريخ 18سبتمبر 1914.
ولما كان الخديو عباس حلمى الثانى موجودا باستانبول عند نشوب الحرب ، فقد منعته بريطانيا من العودة إلى مصر ، وأصدر وزير الخارجية البريطاني قرار بخلعه بحجة انضمامه إلى أعداء حكومة صاحب الجلالة البريطانية وتعيين عمه حسين كامل باشا أكبر أمراء أسرة محمد على سنا سلطانا على مصر ، وتتولى بريطانيا إدارة علاقات مصر الخارجية عن طريق المندوب السامي البريطانى ، ومن ثم ألغيت وزارة الخارجية المصرية.
