معلومة

مسجد فى الترميم منذ زلزال ٢٠٢ ..مسجد لاجين السيفى

عظيمة .. يامصر:-

فاروق شرف
)إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا ٱللَّهَ ۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ). ( الآية 18 – التوبة).
هذا المسجد :-
• مصلوب من أكثر من 25 عاماً للآن فضاعت ملامحه وتاهت أعمدته بسبب الأخشاب التى تسند حوائطه.. وتأثرت أرضيته بفعل المياة الجوفية .. لكن رائحة التاريخ والعراقة والأصالة تنبعث منه .. وأثناء التجوال بداخله تشعر بأنك إنتقلت إلى عالم آخر.
• تأثر منذ زازال 1992م فنصبت الشدادات ولكن توقف العمل بوفاة المقاول .. وحاليا المسجد يحتضر بالبطىء فى غياب المحبين.
• إنه مسجد ( لاجين السيفى ) على يسار الداخل إلى شارع عبد المجيد اللبان ( ش مراسينا ) سابقاً من شارع بورسعيد بالسيدة زينب ( جنوب القاهرة ).
• أمام المسجد ( قهوة بلدى) صغيرة .. دائم المقابلة فيها مع صديق العمر الأستاذ الدكتور الخلوق جمال عبد المجيد محجوب إبن هيئة الآثار و مؤسس قسم ترميم الآثار بكلية آثار الفيوم والذى بإنتدابه كرئيس الإدارة المركزية للترميم بالوزارة وضع الأسس العلمية للمحافظة على آثارنا العريقة و التى جعلت إبتكاراته توفر الملايين للدولة مع إعداد عشرات الكوادر لمهنية أعمال الصيانة والترميم.
* المسجد أنشئ على يد الأمير لاجين حسام الدين الجركسى، عام 1450 ميلادياً 845هجرياً .. والأمير لاجين الجركسي جلبه إلى مصر الخواجا كزل وهو طفل .. فاشتراه السلطان الظاهر برقوق فأصبح اسمه لاجين الظاهري ، ثم أشتراه الظاهر جقمق سنة 836 هـ (1432م) .. ثم ترقى إلى أمير عشرة ثم مقدم ألف ، ثم أمير مجلس وأخيراً أمير الحج سنة 1475م.
* ويعتبر مسجد الأمير لاجين السيفى من المساجد الصغيرة الحجم حيث يبلغ طوله ٢٥× ٢١ مترًا ويتكون المسجد من صحن مكشوف يتوسطه يبلغ مساحته ٦×٩ متر، تنخفض أرضيته فى باقى الأروقة، ويحيط بالأروقة من جميع الجهات، ويقسم رواق القبلة صفان من البوائك، وتتكون كل بائكة من أربعة أعمدة مختلفة الأشكال والتيجان، ما يدل على أنهما قد تم أخذهم من مبان قديمة، ولم يتم تصنيعها خصيصًا للمسجد، كما يتوسط جدار القبلة محراب مجوف تبلغ سعته ١.٨ متر وبعمق ٨٠ سم وبارتفاع ٣.٣٠ متر، وعلى يمين المحراب يوجد منبر كما يوجد كرسى مصحف ويعلو المحراب نافذتان معقودتان- وكانت تعلوهما فتحة مستديرة سدت وكانتا مملؤتان بزخارف جصية معشقة بالزجاج الملون اندثر معظمها.

* أما الرواق الشمالى الغربى للمسجد وهو المواجه لرواق القبلة، فهو يشبة رواق القبلة من حيث عدد أعمدة البوائك وعدد العقود وشكلها وسعتها، إلا أنه يحتوى على رواق واحد، وتبلغ مساحته هذا الرواق ١٥.٤×٦ أمتار ويوجد بالجدار الخلفى سلم خشبى يؤدى إلى دكة المبلغ التى تشغل العقد المتوسط المواجه للقبلة تمامًا، وقد تم زخرفة دكة المبلغ بخشب الخرط الجميل، وفى الضلعين الشمالى الشرقى والجنوبى الغربى للمسجد يوجد كل منهما رواق واحد تتقدمه بائكة مكونة من عمود يحمل عقدين، وبالرواق الشمالى الشرقى فتحتان تؤديان إلى دوره المياه ( وهى جديدة ) والرواق الجنوبى يؤدى إلى المدخل الرئيسي.

* أما المئذنة المسجد فتقوم على قاعدتها على الجانب الأيمن للمدخل الرئيسى للمسجد، وتتكون من قاعدة كبيرة مربعة الشكل بها باب معقود يؤدى إلى درج المئذنة، ويأتى فوق القاعدة الطابق الأول وهو مثمن الشكل زخرف كل ضلع منه بحنية تعلوها عقد ذو زاوية، فتحت فى أربعة منها نوافذ ضيقة للإضاءة يتقدمها شرفة ترتكز على ثلاثة صفوف من الدلايات، ويعلو الطابق الأول شريط سقطت كل الكتابة التى كانت به، ويعلو الطابق شرفة مثمنة يحيط بالمئذنة تفصل بين الطابق الأول والثانى ترتكز على أربعة من الدلايات وتحيط بها الآن ساتر خشبى مخرم .. أما الطابق الثانى الموجود الآن بالمئذنة والذى ينتهى بشكل مخروطى على شكل القلم الرصاص فهو تجديد فى العصر المملوكي، ومن المرجح أن المئذنة كانت تحتوى على ثلاثة طوابق، الثانى مستدير الشكل والثالث مكون من ثمانية أعمدة وينتهى بخوذة يعلوها الهلال كما هى القاعدة فى مآذن عصر المماليك الجراكسة.

* أخيراً كلمة للتاريخ .. كان ذلك من 15 عام تقريباً عندما كان مشروع ترميم (سبيل الأمير عبدالله) الذى بجوار مسجد شيخو القبلى أي على بعد خطوات من مسجدنا هذا .. كانت مقاولة (شركة بكة) للمقاولات
المهم : عند إنتهاء المشروع لترميم السبيل تبقى من المبلغ المرصود له مبلغ لن يقل عن 3 مليون .. الأمر الذى جعلنى بذل الجهد على أن يحول المتبقى حسب اللوائح القانونية لترميم مسجد لاجين السيفى ولكن لم افلح.. طبعا كانت فرقت الكثير.

نقل وإعداد لحق المعرفة لمحبى الفنون فى شتى مجالاتها والتى من أبرزها العمارة الإسلامية .. فعلى مدار شهر رمضان المعظم نأخذكم فى رحلة بين مساجد مصر وأضرحتها لنتعرف على تاريخ نشأتها وتأثيرها الروحى فى قلوب مرتديها
مع تحياتى : فاروق شرف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى