الرمان من الفاكهة التي عرفها الإغريق وقدماء المصريين ، وظهر ذلك في نقوشهم علي جدران المعابد والمنحوتات ، ووجدت شجرة الرمان مرسومة علي جدران مقابر تل العمارنة في عهد أخناتون ،وكان قدماء المصريين يصنعون من الرمان مشروباً يسمي شدو .
عرف الطبيب الإغريقي دسقورديس في القرن الأول الميلادي قدرة الرمان علي طرد الديدان ، وجاء في بردية إيبرز الطبية كوصفة علاجية لطرد الديدان المعوية ، وجاء في كتابات المؤرخ اليوناني القديم هيرودوت أن الرمان كان يُزرع في حدائق الملوك في مصر القديمة .
وجاء في تذكرة داود الأنطاكي أن الرمان كله جلاء ، يغسل الرطوبات ، وخمول
المعدة ، ويحمر الألوان ، ويزيل السعال المزمن ، وأوجاع الصدر، ويقطع العطش والحرارة .
أما إبن سينا فقال في قانونه أن الرمان الحامض يقبع الصفراء ، وهو ملين ، ومدر للبول ، ينفع من قروح المعدة ،والحميات ، والإلتهابات ،وذكر إبن القيم أن الرمان جيد للمعدة ، والسعال ، وماؤه ملين للبطن، يغذي البدن .
الرمان فاكهة أزهارها حمراء تسمي جلنار بالفارسية ، ومعناها ورد الرمان ، وبالمصرية القديمة رمن.
والرمان من المصادر الجيدة لمضادات الأكسدة ، لذلك يساعد علي تنشيط الجسم ، ويعالج الدوسنتاريا ، والسعال المزمن ، ويحسن الصوت والأوتار الصوتية ، وينشط وظائف الكبد ، ويكافح أمراض المعدة ، ويخلص الجسم من حمض اليوريك الذي يسبب النقرس.
وتتعدد فوائد الرمان فهو يساعد علي التخلص من السموم في الجسم ومقو للدم ، ويدر البول ، ويلطف حرارة الجسم ، ويشفي عسر الهضم ، ومفيد للحوامل من النساء ، ويقلل من أخطار السرطان وأمراض القلب وضعف النظر .
يحتوي الرمان علي فيتامين سي الذي تعطي ثمرة واحدة منه 40% من حاجة الإنسان اليومية ، كما يحوي أملاح معدنية عديدة .
ويفيد الرمان كهاضم للشحم والدهن خاصةً بعد المآكل الثقيلة ، ولا يقل قشر الرمان فائدة عن لبه ، فهو يحتوي علي حامض الجلوتانيك ، وعلي البليترين .
إن مغلي قشور الرمان ، يفيد في حالات الإسهال ، ويطردالدودة الوحيدة في الأمعاء ، كما أنه يثبت الألوان فيستخدم في دباغة الجلود ، وفي التخضيب بالحناء .
والرمان فاكهة صيفية ويمكن حفظ الثمرة لمدة 6 شهور ، وذلك بتجفيف القشرة الخارجية شمسياً بعد جفافها في الجو العادي .
كما يمكن حفظها لمدة ثلاثة شهور في الثلاجة ، وذلك بلف كل ثمرة بأوراق شفافة علي حدة ووضعها في كرتونة .
ولأن بذور الرمان ضارة للأشخاص الذين يعانون من إلتهاب الأمعاء ، فهي تتسبب في تهييج بطانة الأمعاء لديهم مما يؤدي إلي الإسهال ،لذلك تُصفي وتترك .
( من كتاب : دواؤك فى غذائك )
تأليف : محمود العوضى
