نستكمل سلسلة مقالات قراءة في كتاب قديم .
اليوم نتصفح مجلة الهلال الصادرة بعد ثورة يوليو 1952 فنجد مقال نادر للكاتب الكبير عباس محمود العقاد عن علاقة الملك السابق فاروق بالجيش ، حيث كتب يقول لا تعتقد أن فاروقا كان يعقل ان يضع لنفسه سياسة يحمى بها عرشة ويوطد عليها دعائم ملكة ، ولكني أرجح انه تلقى من أبيه وصية مكتوبة أو محفوظه تلخص له قواعد السياسة التي يعتمد عليها لحماية العرش وتوطيد دعائم الملك ، ومنها الاحتفاظ بولاء الجيش وولاء الأزهر ، ولقد كان أبوة يحاول الاحتفاظ بولائهما غاية ما وسعوا ولم يكن وسعة بالقليل ، هذه السياسه ولا شك سياسة يوصي بها الملك لمن يخلفه على العرش ، فأخطر الخطر عليه من حيث يقدر الحماية والأمان ، ولهذا كنت أقول لصاحبي في السنوات الأخيرة على الخصوص ، اذا خلع فاروق فلن يتم خلعه بمعزل عن الجيش أو الأزهر وقد يخلعانه متفقين .
ان الفساد يفسد على نفسه كما يفصلها الغير ولن يكون الملك فاسدا حيث تصلح سياسته لكسب الأنصار ، والاحتفاظ بولاء أنصاره اذا فاته أن يكسب الأنصار المحافظين على ولائه ، فلا حماية له ولا لعرشة من أحد ، وجاءته الرزايا من وجوه المطالب كما قال الشاعر الحكيم .
