بقلم !!!

امتحانات الثانوية العامة .. رؤية متفائلة  بقلم ــ سيد مصطفى 

امتحانات الثانوية العامة .. رؤية متفائلة 

بقلم ــ سيد مصطفى 

تابعت باهتمام شديد؛ الاجتماعين اللذين عقدهما الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مع أعضاء المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، ورؤساء ووكلاء لجنة النظام والمراقبة ولجنة الإدارة، اللذين أعلن فيهما عدة قرارات، تصب في صالح الطالب، وتجعلنا أكثر تفاؤلا عن السنوات السابقة، خاصة القرارات المتعلقة بنظام الامتحان هذا العام، ومواصفات الورقة الامتحانية، وعمليات التصحيح، لحصول الطلاب على حقوقهم، وإجراءات منع الغش، لضمان تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب.

ومن الخطوات المهمة، التي تجعلنا أكثر تفاؤلا لوضع الامتحان في نصابه العلمي والقانوني: 

أولا: الأسئلة محددة وواضحة، ولا تحتمل أكثر من إجابة في أسئلة الاختيار من متعدد، وهذا يجعل الطالب أكثر تركيزًا وغير مشتت، ويمكن استخدام طريقة الاستبعاد، لكى يصل إلى الإجابة الصحيحة، أما في السنوات السابقة؛ فقد كان السؤال يحتمل أكثر من إجابة صحيحة، وعلى الطالب أن يختار الأصح؛ في ظاهرة فريدة من نوعها في العالم، مع استبعاد الأسئلة المقالية، وأن تكون جميع الأسئلة “اختيار من متعدد” لقتل الإبداع والابتكار داخل الطالب. 

وإن كنت أرى أنه يجب أن يتم التوسع أكثر من ذلك فى الأسئلة المقالية، والتى تقيس العديد من القدرات لدى الطالب، ولا نجعل نظام التصحيح الإلكتروني هو الطريقة الوحيدة المتحكمة فى نوعية الأسئلة، فى شكل تظليل الطالب على الاختيار، ولكن تجب إتاحة الفرصة للطالب فى استخدام الخطوات للوصول إلى الناتج النهائي للمسألة أو النظرية التى وردت فى الامتحان؛ مثل الرياضيات ومواد العلوم، ولا نقول إن ذلك سيعيدنا مرة أخرى للحفظ والتلقين، رغم أن الحفظ يقيس قدرات لدى الطالب، يجب اكتشافها.

وكنت أتمنى أن تكون الأسئلة المقالية لا تقل عن ٢٥% من مجموع أسئلة الامتحان، ولو اضطرت الوزارة للعودة إلى لجان التصحيح اليدوي لهذا الجزء، والباقى يتم إلكترونيًّا، ونبعد عن أسطوانة استبعاد العنصر البشرى فى التصحيح، لوجود أخطاء؛ فالإلكترونى ثبت فى الأعوام الماضية أن أخطاءه كانت كارثية بكل المقاييس، وتم ظلم دفعتين أو ثلاث دفعات، تم تجريب النظام الجديد عليها.

وما أتحدث عنه كان واضحًا من تصريح الوزير، عندما قال إن الهدف الذي تسعى الوزارة إليه هو التركيز على الفهم والتحليل والإبداع، ومساعدة الطلاب على تطوير معارفهم ومهاراتهم للارتقاء بنواتج التعلم، فكيف يتم قياس المهارات والمعارف؟ هل يتم ذلك من خلال الكلمة التى يختارها، أم من خلال كشف كافة المواهب والقدرات لدى الطالب. 

ومن الأشياء الأخرى المهمة فى امتحانات هذا العام، هي عودة اللجان الفنية للامتحانات، برئاسة مستشاري المواد، الذين تم تهميش دورهم فى الامتحانات، وكذلك وضع المناهج، فوجود تلك اللجان ومراجعتها للامتحانات ونموذج الإجابة، وتصويب الأخطاء قبل بدء التصحيح، لكى يبدأ التصحيح على نور وبينة، حتى يحصل الطالب على حقه كاملا؛ بلا شك أو ريبة أو اختلاف على الإجابة التى يجب أن تكون واضحة لا لبس فيها، وهذا سيؤدى إلى عدة نتائج؛ أهمها الوضوح والرؤية فى النتائج، كما يقلل من عمليات التظلم من النتائج، وإن كانت الوزارة ستخسر عدة ملايين من عوائد التظلمات التى فى النهاية لا يحصل الطالب على ما يريد، ولكنها ستعيد الثقة بالوزارة، ونتيجة هذا العام لها أهمية سياسية واجتماعية، وثقة المواطن فى الحكومة، وفي الوزير نفسه. 

ومن الأشياء التى ركز عليها الوزير، وأتمنى أن يعطيها جزءًا كبيرًا من اهتمامه هذا العام هو الغش الإلكترونى، ومواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الغش المنظم فى بعض لجان بعض المحافظات، والمعروفة إعلاميًا بلجان الكبار، التى لم يؤخذ بشأنها قرارات حاسمة، وكأن القضية لا تمس الوزارة، وللأسف نتائجها السيئة تظهر داخل الجامعات وكليات القمة التى يلتحقون بها، وتلك القضية لها تأثيرات سلبية كبيرة على المجتمع ككل؛ حاضرا ومستقبلا، وليس فى نتيجة الثانوية العامة فقط.

أنا شخصيًا، بعد القرارات التى اتخذها الدكتور رضا حجازي فيما يتعلق بامتحانات هذا العام، أكثر تفاؤلا، وأتمنى أن يتم تنفيذها، وألا يتلاعب بها أصحاب النفوس الضعيفة، الذين يمكن أن يعرقلوا خطوات تنفيذ “امتحانات بلا مشكلات”.

Journalist20663@gmail.com 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى