محمد على يستبدل عمر مكرم بمشايخ الوقت.
طارق أحمد
محمد على يرسل مكاتبه إلى السلطان العثمانى يلتمس بها عزل السيد عمر مكرم نقيب الأشراف حسب الافتى الشرعية – وقد حصل عليها بعدما جمع المشايخ الذين استمالهم بالمناصب والمال- لكونه أدخل جملة أقباط وأشرار الناس فى سجل الأشراف وتعيين الشيخ السادات بدله حسبما لما هو حاصل منه من المداخلة فى شؤون الولاية.
تلك كانت صيغة المكاتبه وحجة محمد على لزعيم دينى شعبى .
عمر مكرم بن حسن السيوطى المولود فى أسيوط 1750 تعلم فى الأزهر وتولى نقابة الأشراف 1793، والأشراف أناس يرجع نسبهم إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. وقاوم الفرنسيين عندما دخلوا مصر بقيادة نابليون بونابرت ، وكان له دور بارز فى ثورة القاهرة الثانية ، ثم كان له الدور الأبرز فى اختيار محمد على شئون البلاد حيث قام هو ورجال الدين فى خلع الوالى خورشيد باشا وطلبوا من السلطان العثمانى تعيين محمد على بدلا منه وكان ذلك فى مايو 1805.
وحينما استقرت الأمور لمحمد على خاف من نفوذ عمر مكرم وحب الشعب له فنفاه إلى دمياط 1809 ثم إلى طنطا وتوفى 1822.
وبنفى عمر مكرم اختفت الزعامة الشعبية الحقيقية من الساحة المصرية وحل محله مجموعة من المشايخ الذى كان محمد على قادرا على السيطرة عليهم بالمال أو بالمناصب ، وهم الذين أطلق عليهم المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي ( مشايخ الوقت).
