بقلم !!!

برقيات .. جولدا الكاذبه بقلم جيهان عبد الرحمن

جيهان عبد الرحمن

فيلم جولدا والذي عرض فبراير الماضي 2023 بالتزامن علي مرور 50 عاما علي نصر أكتوبر, البطولة لهيلين ميرين التي جسدت شخصية جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل, والتي لم تترك سيجارتها طوال عرض الفيلم, تعبيرا عن حالة القلق والتخبط وضبابية الرؤي بين دخان كثيف يحجب الحقائق, كما أراد ان يوحي مخرج الفيلم, وقد بدأت أسرائيل في كشف ما أسمته وثائق سرية عن حرب يوم الغفران رغم أنه معروف مسبقا لكنها لعبة أسرائيل في الكذب وقلب الحقائق.

نشرت صحيفة يدعوت أحرونت, نتائج تحقيقات أدانت وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس اركان الجيش بسبب سوء التقدير واستبعاد فرضية الحرب مع مصر وسوريا, خاصة وأن المسؤلين هناك اجتمعوا في مكتب رئيسة الوزراء جولدا مائيرقبل 18 ساعة فقط من بدء القتال وناقشوا مسألة إجلاء مصر وسوريا لعائلات سوفيتيه والتدريب المشترك ألذي إجرته الدولتين وأجمعوا وفق تقديرهم أن الحرب لن تندلع وأعترف وزير الدفاع ان تقيمه كان خاطئا. ورئيس جهاز الموساد زيفي زامير كان خارج البلاد في رحلة لصديق في لندن, كدليل علي حال التراخي وعدم الأستعداد.

ألفيلم الذي أهتم أبنائي بمشاهدته معي كان فرصة للنقاش حول الحرب التي لا يعرفون عنها الكثير. بل يجب أن نعترف أن هناك أجيال من أطفالنا لا تعرف خط بارليف من حيث الأصل. الفيلم الذي أهتم بالحالة النفسية لجولدا مائير وتوترها ومرضها ومنزلها ومطبخها وتدخيناها بشراهة حتي وهي علي جهاز أشعة الرنين المغناطيسي. وتبدأ أحدثه مع يوم 5 اكتوبر وحتي ثلاث أسابيع من إندلاع الحرب حتي قرار الولايات ألمتحدة ألأمريكية بوقف إطلاق النار.

الفكرة فيه رغم أعترافه بعنصر المفاجأة وتفوق الجيش المصري, وتحطيم أسطورة خط بارليف وأسرائيل التي لا تقهر, يروج كذبا وخداعا أن مصر ربحت المعركة ولكنها خسرت الحرب.وهذا ما تلقنه أسرائيل لطلابها في مناهجها التعليمية وتنسج حوله الكثير من الأكاذيب, ولذا طالبنا مرارا وتكرارا بضرورة إفراد مساحات أكبر في مناهجنا الدراسية لنصر أكتوبر وغرس صور البطولات لجنود مصر وقادة الجيش المصري ممن أرتوت رمال سيناء بدمائهم الطاهرة.

شهر الأنتصارت فرصة لفتح مجالات ألنقاش مع الأبناء والإجابة علي تسؤلاتهم حول الحرب وأغوارها وأسرارها التي ما زالت علي روعتها قليلة لاتروي ظمأ اجيال تحاصرها الأكاذيب من كل حدب وصوب, أقلها فيلم جولدا.

من أهم ألمراجع التي صدرت عن إسرائيل نفسها من وجهة نظري كتاب “المحدال” ويعني باللغة العبرية “التقصير” وعلي غلافة صورة جولدا مائير حزينة باكية مصدومة من هول المفاجأة وتفوق الجيش المصري ال>ي حطم الغرور والغطرسة قبل تحطيم وهدم خط بارليف في ست ساعات.

المحدال الذي قامت مؤسسة الدراسات الفلسطينية بترجمته وطبعة في بيروت 1974 إي بعد عام واحد من نصر أكتوبر ومن هنا تأتي أهميتة فهو شهادة اسرائيلية عفوية سجلها مؤلفي الكتاب السبعة وهم صحافيون من ثلاث صحف مختلفة صفور وحمائم لهم أراء سياسية متباينة وجميعهم كانوا علي خط النار بأعتبارهم جنود تفاجئوا بمهارة الجندي المصري وقدرتة علي القتال وأستعمال السلاح, وغسل هزيمة 1967, ورغم أختلافهم أجمعوا علي ضرورة كشف الحقائق من منطلق حق المواطن الأسرائيلي في المعرفة وحق الجنود في معرفة ما حدث. المحدال كما يقول أصحابه ليس كتاب حرب بل عمل صحفي محدود بضغط الوقت.

يقطر مرارة هزيمة طازجه بلا تجميل, ولا مهادنة للمؤسسة الحاكمة, فيه تفاصيل تحقيقات اغرانات التي تناولها بالطبع فيلم جولدا, وصدرعنها التقرير الشهير تقرير لجنة اغرنات, مفندا الأتهامات التي وجهها مؤلفي كتاب المحدال لقادتهم, فهو وثيقة للأحدث لحظة بلحظة ووقوعهم في شراك وخطط الرئيس محمد أنور السادات, أرجوا ان يتسع المجال لاحقا لإعادة تناول فصوله السبعة عشر تباعا, ربما يكون في ذلك أحياء لذكري نصر عظيم نحن أحوج مانكون لإستلاهم روحه. شس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى