بقلم !!!

الكتاب مشروع قومي بقلم د هويدا عزت

 

يحتفي العالم اليوم، باليوم العالمي للكتاب، منذ إعلان منظمة اليونسكو يوم ٢٣ أبريل عام ١٩٩٥، يومًا عالميًا للكتاب وحقوق المؤلف، ويُعد هذا التاريخ رمزًا في عالم الأدب العالمي، الذي يصادف ذكرى وفاة عدد من الأدباء العالمين، مثل وليم شكسبير، وميغيل دي سرفانتس.

واليوم العالمي للكتاب، ليس مجرد يوم للاحتفال بقوة الكتب ومتعة القراءة فقط، بل إن الهدف الأساسي للاحتفال بهذا اليوم، هو تشجيع وتعزيز القراءة لدى الفرد في جميع الأعمار من أطفال وشباب وبالغين؛ للتفاعل مع القراءة واختيار الكتب المفضلة لديهم، وجعلهم أكثر حبًا للكتاب والقراءة.

حيث ينظر إلى الكتاب على أنه أكثر من مجرد كلمات على أوراق، بل إنه بوابة إلى عالم مليء بالخيال، أو عالم واقعي يتعلم فيه الإنسان أشياء جديدة.

فالحقيقة التي لا جدال فيها أن العالم لن يكون كما هو دون الكتب، لقد غير الكتاب من ثقافة الكثير من الشعوب فقد كانت الكتب مصدر تعلم، وتعليم، وإلهام منذ آلاف السنين.

وقد أخذت الكتب أشكالا مختلفة، فهي لم تبد كما هي عليه اليوم، ففي الحضارات القديمة، تم استخدام الألواح الطينية، ثم استخدام ورق البردي في القرن الثالث، وفي منتصف القرن الخامس عشر شكلت مطبعة يوهانس جوتنبرج لحظة البدء في صناعة الكتاب الورقي، وجعلته متاحًا بسهولة للجميع.

وفي ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم تحول الكتاب من شكله الورقي إلى شكله الإلكتروني، وانتشر بشكل كبير بين القُراء والكُتاب، إلا أنه ما زال هناك من يفضل الكتاب الورقي الذي يخلق حالة من التواصل العاطفية والمعرفية.

فالتواصل بين الفرد والكتاب أمر ضروري، ليس فقط لزيادة المعرفة، والاطلاع على ثقافات مختلفة والتعلم، بل أيضًا لقراءة فوائد صحية فهي تنظيم الأفكار، وتدريب العقل على التركيز بشكل صحيح، فضلًا عن أن القراءة تساعد على التخلص من التوتر، والحد من الإحباط، والإجهاد الذي قد يصيب الفرد.

ويقول أبوالطيب المتنبي: “وخير جليس في الزمان كتاب”.

وأخيرا، يمكن القول إن الكتاب مشروع قومي، حيث لا يمكن الحديث عن مُناخ حضاري جديد بمعزل عن القراءة والمعرفة والثقافة، وهو الأمر الذي لا بد من أن تتبناه الدولة ضمن مشروعاتها القومية، من خلال العودة إلى إقامة المزيد من المكتبات التي تشكل كيانًا معرفيًا تكون جزءًا من البنية التحتية للدولة في مدنها الجديدة.

كاتبة وباحثة في العلوم الإدارية وفلسفة الإدارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى