كتب: سعيدسعده
أطلقت الخبيرة التربوية راندا الديب مبادرة أب مطابق للمواصفات للتوعية الأسرية والمجتمعية وقالت عنها نحتاج في هذه الأيام التي أصبحت فيها التربية عملية ومهمة صعبة إلي الأب المطابق للمواصفات ، أب بمعني كلمة الأب بما تحمله هذه الكلمة من معاني ومشاعر وحب ورعاية وعناية لأبنائه ؛ أب يحمل رخصة أبوة رخصة تسمح له بممارسة مهنة الأب….. لماذا نحتاج ” رخصة أبوة ” ؟ أو ” أب مطابق للمواصفات”
سوف تجيب الخبيرة التربوية راندا مصطفي الديب أستاذ تخصص أصول تربية الطفل بكلية التربية جامعة طنطا علي هذا السؤال لماذا نحتاج لمبادرة ” أب مطابق للمواصفات” ؟؟؟
فعندما يرغب أي شخص في قيادة مركبة سوف يحتاج أن يتعلم القيادة ؛ ويطلب هذا التعليم من شخص محترف، ثم يذهب لإدارة المرور للاختبار بعد عمل الكشف الطبي له، وبعد نجاحه في اختبار القيادة عمليًا تصدر له رخصة القيادة وبهذه الرخصة يسمح له بالقيادة، و في مجال تربية البشر فنحن في حاجة لرخصة أبوة ؛ فالأب بيقود أسرة كاملة ممكن يدمر حياتهم أو يعبر بهم لبر الأمان ، فلا تمنح رخصة الأبوة عندما يرزق الأب بمولود، وانما يجب عليه قبل القيام بمهنته كأب أو كرب أسرة أن يحصل علي هذه الرخصة؛ فعدم الحصول علي هذه الرخصة لا يسبب حادثة بطريق أو كارثة انما بيسبب في دمار أجيال ، ولابد من تجديد هذه الرخصة كل خمس سنوات عن طريق لجنة تفحص شئون الأبناء وأحوالهم ، واذا وجد أي خلل في مهنة وأدوار الأب داخل أسرته أو مع أبنائه، تبدأ هذه اللجنة في اتخاذ إجراءات فعلية لإنذار الأب ثم سحب هذه الرخصة منه …هذه الكلمات جاءت علي لسان أحد أبطال مسلسل ( ولاد نـــاس) الذي أذيع في رمضان عام 2021، وأنا أؤيد كلامه وفكرته في حصول الأب علي ” رخصة أبوة ” رخصة تؤهله لكي يكون أب مطابق للمواصفات وتسمح له هذه الرخصة بممارسة مهنته كأب؛ فكل أب في حاجة إلي معرفة يعني أيه تربية؟ كيف يربي؟ لماذا يربي؟ متي يربي؟ أين يربي؟ حتي يبني جيل واعد جيل لا يتسبب في دمره أو هدمه؛ فالتربية مهة بناء الإنسان وليست تدميره. واقترح أن تتكون اللجنة المانحة ” لرخصة الأبوة ” من دكاترة متخصصين في التربية / الإرشاد الأسري / علم نفس / الأمراض النفسية والعصبية / الدين. و يكون دورها التحري والسؤال والتأكد من الجيران والأصدقاء ومن أفراد الأسرة أنفسهم من وجود هذه الموصفات بالأب أم لا : يشهد له الجيران والمحيطين به بالأخلاق الحميدة / عدم إهانة أو ضرب أو شتم أو التشهير بأسرته أمام الآخرين أو بينه وبين أفراد أسرته سواء الزوجة أو الأبناء / اصطحاب الأبناء للتنزه علي الأقل مرة كل شهر / المشاركة في مذاكرة الأبناء / متابعة الأبناء داخل وخارج المدرسة والجامعة / الانفاق علي الأبناء ولا يكون بل عمل وتكون الزوجة هي مصدر الدخل الوحيد للأسرة – يستبعد من هذا لو كان الأب مريض- / سليم من الناحية العقلية والنفسية / قضاء وقت مع أبنائه يوميًا أو أسبوعيًا أو شهريًا / حصوله علي بعض الدورات الخاصة بتربية الأبناء ، ويحق للجنة بعد التأكد من تمتع الأب بهذه المواصفات إصدار الرخصة له أو تجديدها اذا مر خمس سنوات علي منحها للأب.
الجدير بالذكر أن الأستاذ الدكتور راندا مصطفي الديب أستاذ تخصص( أصول تربية الطفل) بكلية التربية جامعة طنطا، ومحكم بالمجلس الأعلي للجامعات المصرية، ومدرب دولي معتمد، وصاحبة ومؤسسة العديد من المبادرات ومنها مبادرة ” إبني إبنك صح”، ومدير مركز رعاية و تنمية الطفولة سابقًا ، ومدير وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة طنطا، عضو اتحاد كتاب مصر.
