التعليم العالي والجامعات

مواجهة المخاطر الإلكترونية بندوة بجامعة حلوان 

جامعة حلوان تتصدى للمخاطر الإلكترونية: ندوة توعوية تجذب الأنظار!

في خطوة جريئة تؤكد دورها الريادي في خدمة المجتمع ومواجهة المخاطر الإلكترونية ، استضافت جامعة حلوان ندوة توعوية حملت عنوان “معاً لبناء المجتمع والحفاظ عليه”، لتسليط الضوء على أخطر التحديات التي تواجه الشباب اليوم: المراهنات الإلكترونية، الإنترنت المظلم، الهجرة غير الشرعية، وتجارة السلاح. الندوة، التي أقيمت في إطار مبادرة “بداية جديدة” التي أطلقها رئيس الجمهورية، جمعت نخبة من الخبراء والمتخصصين، وحضرها حشد كبير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، في رسالة واضحة: الوعي هو السلاح الأقوى لمواجهة هذه المخاطر. فما الذي دار في هذا الحدث المثير؟ وكيف يمكن أن يغير وجهات نظرنا؟ دعونا نكتشف التفاصيل!

مواجهة المخاطر الإلكترونية بندوة بجامعة حلوان 
مواجهة المخاطر الإلكترونية بندوة بجامعة حلوان

جامعة حلوان تتحرك: التوعية أولاً

تحت رعاية الدكتور السيد قنديل، رئيس الجامعة، والدكتور وليد السروجي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، جاءت ندوة مواجهة المخاطر الإلكترونية كجزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى حماية الشباب من التهديدات المتنامية في العالم الرقمي. “نضع مسؤوليتنا المجتمعية نصب أعيننا”، يقول الدكتور قنديل بحماس، مضيفاً: “نحن ملتزمون بتوعية طلابنا ودعمهم لمواجهة التحديات المعاصرة، وبناء جيل يحمل قيم المواطنة الصالحة.”

من جانبه، أشار الدكتور السروجي إلى أن هذه الفعالية ليست حدثاً عابراً، بل حلقة في سلسلة مبادرات تهدف إلى القضاء على الظواهر السلبية. “نسعى لبناء جيل واعٍ قادر على حماية نفسه من المخاطر الإلكترونية”، يؤكد السروجي بثقة. هذه الكلمات لم تكن مجرد شعارات، بل انعكست في اختيار موضوعات الندوة وتنوع المتحدثين فيها.

مواجهة المخاطر الإلكترونية بندوة بجامعة حلوان 
مواجهة المخاطر الإلكترونية بندوة بجامعة حلوان

نجوم الندوة: خبراء من كل المجالات

ما جعل ندوة مواجهة المخاطر الإلكترونية استثنائية هو حضور نخبة من المتخصصين الذين أضفوا عليها طابعاً علمياً وعملياً في آن واحد. من الأزهر الشريف، شارك الدكتور حسن السيد خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور شريف أبو حطب، المدير العام لمنطقة وعظ القاهرة، ليقدما رؤية دينية وأخلاقية حول تعزيز الانتماء الوطني وحماية الشباب من التغريب.

على الجانب الأكاديمي والعسكري، أثرى الدكتور عبد الحميد يحيى، المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، النقاش بتحليل أمني عميق، بينما تناول الدكتور شريف محمد الشريف، المتخصص في القانون الجنائي، الجوانب القانونية للجرائم الإلكترونية. ولم تتوقف الإثراءات هنا، فقد قدمت الدكتورة سماح ربيع، مدير وحدة مناهضة العنف ضد المرأة، عرضاً مؤثراً عن استهداف النساء عبر الإنترنت، بينما غاص الدكتور محمد السعيد، من كلية الحاسبات، في أعماق الدارك ويب والمراهنات الإلكترونية. وأخيراً، أضاف الدكتور إسلام عباس، من كلية التجارة، بعداً اقتصادياً بتحليل تداعيات تجارة السلاح.


المراهنات الإلكترونية: فخ يهدد الشباب

من أبرز الموضوعات التي ناقشتها الندوة كانت مخاطر المراهنات الإلكترونية، تلك الظاهرة التي اجتاحت العالم الرقمي وأصبحت تهديداً مباشراً للشباب. الدكتور محمد السعيد قدم تحليلاً صادماً: “المراهنات عبر الإنترنت ليست مجرد لعبة، بل مصيدة تدمر المستقبل المالي والنفسي للشباب.” استعرض كيف تتحول هذه المواقع من ترفيه بريء إلى إدمان يستنزف المدخرات ويفتح الباب للجريمة.

المتحدثون لم يكتفوا بالتحذير، بل قدموا حلولاً عملية، مثل تعزيز التثقيف الرقمي وتشديد الرقابة على هذه المنصات. هذا النقاش لامس قلوب الحضور، خاصة الطلاب الذين وجدوا أنفسهم أمام حقائق قد تغير نظرتهم للتكنولوجيا.


الإنترنت المظلم: عالم خفي يتربص بنا

لم يتوقف الحديث عند المراهنات، بل امتد إلى الإنترنت المظلم أو “الدارك ويب”، ذلك الجانب المعتم من الشبكة العنكبوتية. الدكتور السعيد أوضح كيف يتحول هذا العالم إلى سوق سوداء لتجارة المخدرات والسلاح وحتى بيع البيانات الشخصية. “كل نقرة في الدارك ويب قد تكلفك حياتك”، يحذر بجدية، مشدداً على ضرورة تعليم الشباب كيفية حماية أنفسهم من هذه الفخاخ.

الطلاب الذين حضروا الندوة بدوا مندهشين من حجم المخاطر الإلكترونية التي قد يواجهونها دون علم، مما جعل هذا الجزء من أكثر الفقرات تأثيراً في الحدث.


الهجرة غير الشرعية: حلم يتحول إلى كابوس

جانب آخر ناقشته الندوة كان الهجرة غير الشرعية، تلك المغامرة التي يدفع ثمنها الشباب أحياناً بحياتهم. الدكتور حسن السيد خليل تناول الموضوع من زاوية أخلاقية ووطنية، قائلاً: “الوطن هو الأمان، والهجرة غير الشرعية وهم يدمر الأسر والمجتمعات.” دعا إلى تعزيز الانتماء والثقة في الفرص المتاحة داخل البلاد بدلاً من المخاطرة في البحار.

هذا النقاش لم يكن مجرد تحذير، بل دعوة للتفكير العميق في أسباب هذه الظاهرة وكيفية معالجتها من جذورها.


تجارة السلاح: تهديد اقتصادي واجتماعي

الدكتور إسلام عباس أضاف بُعداً اقتصادياً للندوة بمناقشة تجارة السلاح غير المشروعة. “هذه التجارة لا تدمر الأفراد فقط، بل تهدد استقرار الاقتصاد الوطني”، يقول بتحليل دقيق، مشيراً إلى كيف تستنزف هذه الأنشطة الموارد وتعزز الجريمة المنظمة. دعا إلى تعاون بين المؤسسات التعليمية والأمنية للحد من هذا الخطر المتفاقم.

مواجهة المخاطر الإلكترونية بندوة بجامعة حلوان 
مواجهة المخاطر الإلكترونية بندوة بجامعة حلوان

النساء تحت المجهر: حماية من الجرائم الإلكترونية

الدكتورة سماح ربيع شدت الأنظار بعرضها حول الجرائم الإلكترونية التي تستهدف النساء، مثل الابتزاز الإلكتروني والتشهير. قدمت نصائح عملية للحماية، مثل استخدام كلمات مرور قوية وتجنب مشاركة المعلومات الشخصية، واستعرضت الخطوات القانونية التي يمكن اتخاذها لمواجهة هذه الجرائم. “المرأة ليست ضحية، بل يمكنها أن تكون درعاً”، تقول بحماس ألهم الحضور.

مواجهة المخاطر الإلكترونية بندوة بجامعة حلوان 
مواجهة المخاطر الإلكترونية بندوة بجامعة حلوان

حضور جماهيري وتنظيم مثالي

لم تكن الندوة مجرد حديث أكاديمي، بل تحولت إلى حدث مجتمعي بامتياز. حضور وكلاء الكليات، أعضاء هيئة التدريس، الطلاب، والإداريين أعطى الفعالية زخماً كبيراً. الدكتورة سماح سالم، مدير مركز رصد ودراسة المشكلات المجتمعية، قادت التنظيم ببراعة بالتعاون مع الأزهر الشريف، مما جعل الحدث نموذجاً يُحتذى به في التوعية.


الخلاصة: خطوة نحو مجتمع واعٍ

ندوة جامعة حلوان لم تكن مجرد فعالية عابرة، بل رسالة قوية عن أهمية الوعي في مواجهة المخاطر الإلكترونية. من المراهنات إلى الدارك ويب، ومن الهجرة غير الشرعية إلى تجارة السلاح، تناولت كل القضايا بحرفية وشغف. الجامعة أثبتت أنها ليست مجرد مكان للتعليم، بل منارة للتوعية وبناء جيل قادر على حماية نفسه ومجتمعه.

هل تكون هذه الندوة بداية لتحرك أوسع؟ الإجابة تعتمد على استمرار الجهود والتفاعل المجتمعي. لكن ما هو مؤكد أن جامعة حلوان وضعت حجر الأساس لمستقبل أكثر أماناً!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى