بقلم !!!

مثير المتاعب…ال troublemaker بقلم ا.د فتحي الشرقاوي 

شخص..أقل مايوصف به إنه شقي بأفكاره التطويرية والابداعية، دائم التفكير والتغريد خارج سرب شلة التقليديين، وبدلا من استقطابه والإفادة من ابداعة، نجده دائما ما يتعرض للمضايقات وكافة اشكال اللامبالاه والتسخيف، لغرابة افكاره التي لا تلقى هوى أو قبول من الآخرين، ومن ثم النظر اليه بوصفه غريب الاطوار، أن هذه الصورة الذهنية لهذا الشخص قد يتم ترجمتها في دماغه بأحد تفسيرين وفقا لطبيعة بنائه النفسي والانفعالي، وفقا لكم وكيف الضغوط الملقاه على عاتقه إما الاستمرار بإيمانه بقدراته وقدرته على تحقيق الفارق، ومن ثم المضي في مسيرته الإبداعية رغم تعنت كل المحيطون به ، ( استلهام الذات من الذات)

أو وصوله لمرحلة الاعتقاد النفسي ،بأنه بالفعل غريب الأطوار، ( نظرية التوقعات…بما انكم شايفني غريب الاطوار،فسأتخلى عن تفكيري واصبح مثلكم لكي لا تصيبني وصمه غرابة الاطوار) ومن ثم نجده وقد إعتقد في صحة انطباعات الآخرين فيه، ممايجعله شبيها لهم ومثلهم وومن ثم تخليه تباعا عن افكاره الابداعية التي جلبت له الوصمه والمعاناة ،لكي يجد نفسه في نهاية المطاف ضمن سرب القطيع الذي كان هو نفسه يستهجن افكارهم العقيمة ، متمثلا افكارهم ومرتديا اثواب تفكيرهم التقليدية الخالية من اي ملمح من ملامح الإبداع والتفكير الناقد ،بل قد يصبح في لحظة ما من اشد المدافعين عن التقليدية ومهاجما اي نزعات تطويرية مستقبلية ،لشعورة بأن التطوير والتفكير الإبداعي مرادفا للوصمه واللعنات، السؤال هنا…كم نموذج من هذا( التربل ميكر ) في مؤسسات ادارتنا في كافة نواحي حياتنا، وكيف نتعامل معهم،ونحافظ على ابداعاتهم، قبل ولوجهم لعالم الجمود ونبذ الإبداع بكافة مشتقاته ، اعكف حاليا على الدراسة العلمية لهذا النموذج السائد في الكثير من مجالات حياتنا ،وفي حال اكتشافه والتعامل معه بايجابيه ورعايتة ،نكون بذلك قد وضعنا ايدينا على أول ملامح تشخيص الاهتراء الوظيفي والإداري،تمهيدا لعلاج

أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى