اخبار

كيف تدعم مصر اللاجئين عبر المساحات الآمنة؟

مشروع المساحات الآمنه ينفذ داخل (٧) محافظات

وزارة الشباب والرياضة تستقبل وفدًا من صندوق الأمم المتحدة للسكان:تقييم أنشطة المساحات الآمنة

في خطوة تعكس التعاون المثمر بين الحكومة المصرية والمنظمات الدولية، استقبلت وزارة الشباب والرياضة وفدًا رفيع المستوى من صندوق الأمم المتحدة للسكان لتقييم أنشطة المساحات الآمنة بمركز التنمية الشبابية بالشيخ زايد في محافظة الجيزة. هذه الزيارة لم تكن مجرد لقاء روتيني، بل كانت فرصة لإلقاء الضوء على الجهود المبذولة لدعم الشباب واللاجئين، خاصة السيدات والفتيات، في إطار رؤية مصر لتحقيق التنمية المستدامة.

 

كيف تدعم مصر اللاجئين عبر المساحات الآمنة؟
كيف تدعم مصر اللاجئين عبر المساحات الآمنة؟

تفاصيل الزيارة: لقاء يجمع الخبرات والطموحات

جاءت الزيارة تحت مظلة الإدارة المركزية لتمكين الشباب بوزارة الشباب والرياضة، حيث ضم الوفد الزائر شخصيات بارزة مثل السيدة كاترين تونج وسالي ذهني، مديرة البرنامج بصندوق الأمم المتحدة للسكان. الهدف الأساسي كان تقييم مشروع المساحات الآمنة، تلك المبادرة التي أثبتت نجاحها في توفير بيئة داعمة للسيدات والفتيات، سواء من المصريات أو اللاجئات والوافدات.

خلال الزيارة، اطلع الوفد على الخدمات المتنوعة التي تقدمها المساحات الآمنة في مركز التنمية الشبابية بالشيخ زايد. من دورات الدعم النفسي التي تساعد على تعزيز الصحة العقلية، إلى التدريبات الحرفية التي تفتح آفاقًا جديدة للعمل والاستقلال المادي، مرورًا بالتوعية الصحية والخدمات الطبية، كل ذلك يعكس التزام الوزارة بتقديم حلول شاملة تلبي احتياجات الفئات المستهدفة.

كيف تدعم مصر اللاجئين عبر المساحات الآمنة؟
كيف تدعم مصر اللاجئين عبر المساحات الآمنة؟

المساحات الآمنة: ملاذ للتمكين والأمل

لعل أبرز ما يميز مشروع المساحات الآمنة هو شموليته وانتشاره الجغرافي الواسع. فالمشروع، الذي يمتد عبر 7 محافظات مصرية (الشرقية، القليوبية، الجيزة، دمياط، أسوان، القاهرة، والإسكندرية)، يضم 11 مساحة آمنة موزعة على مراكز شباب مثل العاشر من رمضان، الشمس، الزهور، العبور، دمياط الجديدة، أرض اللواء، الشيخ زايد، بدر، حي ناصر بأسوان، المعادي الجديدة بالقاهرة، ومركز شباب النصر بالإسكندرية. هذه المساحات ليست مجرد أماكن لتقديم الخدمات، بل هي ملاذات تمنح السيدات والفتيات فرصة للتعبير عن أنفسهن، تعلم مهارات جديدة، وبناء مستقبل أفضل.

كيف تدعم مصر اللاجئين عبر المساحات الآمنة؟
كيف تدعم مصر اللاجئين عبر المساحات الآمنة؟

دور وزارة الشباب والرياضة: شراكة فعّالة مع الأمم المتحدة

لم تكن هذه الزيارة مجرد تقييم ميداني، بل كانت فرصة للتعرف عن قرب على الدور الحيوي الذي تلعبه وزارة الشباب والرياضة في دعم هذا المشروع الطموح. التعاون بين الوزارة وصندوق الأمم المتحدة للسكان يعكس رؤية مشتركة تهدف إلى تمكين الفئات الأكثر احتياجًا، مع التركيز على اللاجئين والوافدين الذين يواجهون تحديات يومية في التكيف مع بيئتهم الجديدة.

خلال اللقاء، تم استعراض الخدمات المقدمة، مثل إدارة الحالة التي تهدف إلى متابعة احتياجات الأفراد بشكل دقيق ومنظم، بالإضافة إلى البرامج التدريبية التي تؤهل المستفيدات لسوق العمل. هذه الجهود لم تمر مرور الكرام، فقد أشاد الوفد الزائر بالتزام الوزارة وبالدور القيادي للدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، في دعم هذه المبادرات.

شهادة الوفد: تقدير دولي لجهود مصر

في ختام الزيارة، لم يخفِ الوفد الزائر إعجابه بالمستوى الاحترافي للخدمات المقدمة والتنظيم المتميز للمساحات الآمنة. وجهوا الشكر للدكتور أشرف صبحي على دعمه المتواصل للسيدات والفتيات من اللاجئات والوافدات داخل مصر، مؤكدين أن هذا التعاون يمثل نموذجًا يُحتذى به في المنطقة. هذه الكلمات لم تكن مجرد مجاملة، بل تعبير صادق عن تقدير دولي للدور المصري في استقبال اللاجئين ودمجهم في المجتمع.

لماذا تعتبر المساحات الآمنة مبادرة رائدة؟

إذا تساءلت يومًا عن سر نجاح المساحات الآمنة، فالإجابة تكمن في تصميمها الذي يراعي احتياجات الفئات المستهدفة بدقة. فهي ليست مجرد مراكز تدريب أو أماكن لتقديم خدمات طبية، بل منصات شاملة تجمع بين التعليم، الدعم النفسي، والتأهيل المهني. تخيلي فتاة لاجئة وصلت حديثًا إلى مصر، تواجه صعوبات في التكيف مع بيئتها الجديدة، ثم تجد مكانًا يقدم لها دورة تدريبية تؤهلها للعمل، مع جلسات دعم نفسي تساعدها على استعادة ثقتها بنفسها. هذا هو جوهر المساحات الآمنة.

علاوة على ذلك، فإن انتشار المشروع في محافظات مختلفة يضمن وصول الخدمات إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدات، سواء في المناطق الحضرية مثل القاهرة والإسكندرية، أو في المحافظات ذات الطابع الريفي مثل أسوان والشرقية. هذا التنوع الجغرافي يعزز من فاعلية المبادرة ويجعلها نموذجًا قابلًا للتوسع مستقبلًا.

التحديات والطموحات: ما الذي ينتظر المساحات الآمنة؟

رغم النجاحات التي حققها المشروع، فإن التحديات لا تزال قائمة. توفير التمويل المستمر، توسيع نطاق الخدمات لتشمل المزيد من المحافظات، وزيادة الوعي بأهمية هذه المساحات بين أفراد المجتمع، كلها أمور تحتاج إلى جهد متواصل. لكن مع الشراكة القوية بين وزارة الشباب والرياضة وصندوق الأمم المتحدة للسكان، يبدو المستقبل واعدًا.

الطموح الأكبر هو أن تصبح هذه المساحات نموذجًا عالميًا يُطبق في دول أخرى تواجه تحديات مماثلة مع اللاجئين والوافدين. فمصر، التي تستضيف ملايين اللاجئين من جنسيات مختلفة، تقدم درسًا في كيفية تحويل التحديات إلى فرص للتنمية والتمكين.

خطوة نحو مستقبل أفضل

زيارة وفد صندوق الأمم المتحدة للسكان لمركز التنمية الشبابية بالشيخ زايد لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت تأكيدًا على التزام مصر بدعم شبابها ولاجئيها على حد سواء. المساحات الآمنة ليست مجرد مشروع، بل رؤية تتجاوز الحدود لتقدم نموذجًا إنسانيًا يجمع بين الدعم والتمكين. وبينما يواصل الدكتور أشرف صبحي قيادة هذه الجهود، يبقى السؤال: كيف يمكننا جميعًا المساهمة في جعل هذه المبادرة أكثر تأثيرًا؟ الإجابة تبدأ من الوعي والمشاركة، فهل أنت مستعد لتكون جزءًا من هذا التغيير؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى