مقالة اليوم قراءة في كتاب أدب وتاريخ المؤلف دكتور محمد صبري ، وهو كما اطلق عليه بعد ذلك محمد صبري السربوني لأنه الحائز لدكتوراة الدولة في الأداب مع الشرف من السربون ، وهو أستاذ التاريخ الحديث بدار العلوم ، وقد تم طبع الكتاب سنه 1927م ، مطبعة الكتب المصرية .
وقد تناول الكتاب موضوعات مختلفة ، منها البارودي في صباه ، صناعتة الشعرية ، ثم ترجمه عن اسماعيل صبري ، القديم والجديد ، البنون والحياة الدنيا ، وما لفت نظرى في الكتاب بمقدمته ، رسالة من نابغة الأدب الأستاذ خليل بك مطران يثني فيها على الأستاذ صبري وأسلوبة الأدبي الرائع ، ولكني أرغب في نقل رسالة أمير الشعراء أحمد بك شوقي الى المؤلف ، ولبلاغتها وإبداع شوقى في اختيار الألفاظ أنقل لكم سطور منها …
سيدي الأستاذ صبري أحب بك مهديا ، وأكرم بكتابك هدية ، ولا برحت توالينا بالطرف من أدبك ، وتوافينا بالتحف من كتبك ، وجعل الله هذه الاثار وأمثالها من نتائج القرائح في مصر بنماء وبركة ، في رأس مال الأمة ، من حضارة مستقبلة ، ودولة مؤملة ، ومكان بين الممالك ومنزلة ، فما رأس أموال الأمم الا وسائل الأدب السليم ، وذرائع العلم الصحيح ، وكل أدب سليم فهو أدب كل زمان ، وكل علم صحيح فهو علم كل أوان . سألتني عن رأيي في رسالتك الجليلة فان كان له من القيمة ما زعمت فهو رأي الغواص في الچمانه ، والبستاني في الريحانة ،ترجمه كلها حسن وأحسن مافيها المترجم ، وتحلية كلها روعة وأروع ما فيها المحلى .
