أين حبيب ليلى ؟ .. طارق أحمد
أين حبيب ليلى ؟. ينقسم العالم الى ثلاث فرق :
فريق يملك .
وفريق لا يملك .
وفريق بينهما .
ولنا أن نقسم العالم الى ما شئنا من أقسام وفرق ، ولكن المؤكد أن هناك دولا غنية ودولا فقيرة ، وقد تساعد الدولة الغنية الدول الفقيرة ولكن في شح وبخل ولغة المصلحة المتحكمة فى العلاقات ، بل ربما استنزفت الغنية عقول الفقيرة وهي تأخذ باليمين ما أعطته بالشمال ، وما الجامعات الأجنبية المنتشرة بتلك الدول الا دليل قاطع لخطف شباب المستقبل الواعد ، ويظل الفارق الحضاري يتسع ، ويقودنا هذا الى سؤال لم يتم الاتفاق عليه نهائيا حتى الأن ..
هل اصلاح التعليم شرط مسبق لتحقيق النمو الأقتصادي ؟
بالطبع بعض علماء الأقتصاد يرون أن استثمار الموارد البشرية عملية بطيئه ، لذا لا يجب أن نعطي لها الأولوية .
لقد مررنا بهذه التجربة في مصر فى السنوات الاخيرة مع تطوير نظام التعليم الابتدائي ، والأن ندخل على المرحلة الاعدادية مع تغيير المناهج وتقليل الكثافات وادخال تكنولوجيا التعليم والتعلم المبرمج ، مع ثورة المرحلة الثانوية التى نعيشها هذة الأيام ،
وفي النهاية هذا لن يعطي نتائج يمكن أن نشعر بها الا بعد عقود.
لذا ففريق اقتصادى اخر يرى أن الخير في اقتحام مسالك قصيرة مباشرة لتحقيق ارتفاع في الدخل القومي ، وتدريجيا نبدأ في رفع الكفاية التعليمية ويتقدم ويتحسن ويتجاوز التعليم مشاكلة .
اذن هى عمليه توهان او دوامة ، نحن تائهين في حلقة مفرغة ، هل نبدا بالتنمية الاقتصادية ؟ ام التعليم ؟
عملية أشبه بحكاية الدجاجة ام البيضة ؟
هناك مسالك قصيرة موصلة الى رخاء اقتصادي وارتفاع في الدخل القومي قد يكون هذا ممكنا مثل اكتشاف البترول او مناجم لمعادن مطلوبة وبشدة عاجلة مثلما حدث مع دول الخليج العربى ،
أم أن هناك امكانية تقدم الأقتصاد يدا بيد مع التقدم التربوي؟
فالتقدم التربوي حادث لا محاله مع ارتفاع ومضاعفة ميزانية التعليم وهذا الشرط أساسي وعدم حدوثه لاصلاح التعليم يكاد يفشل .
والتعليم في مصر في حاله تدعو الى التفكير والحزن ، ولن يكون اصلاحه ممكنا الا بنظرة جديدة وثورة في ميزانية التعليم .
اصلاح بدون زيادة اعتمادات مالية وليس بالضروره ان تدفع الدوله أمر يكاد مستحيلا .
قد يحب البعض أن يرضي المسئولين بأن هذا الاصلاح المجاني ممكن وهذا وهم بل فيه خطأ داهم ، فان التقدم الاقتصادي في الزراعة والصناعة والتجارة واعادة بناء الدولة اداريا دون أن تسنده وتعضدة قوى بشرية متعلمة امر غير معقول لا علميا ولا منطقيا .
اذن فليسير التقدمان جنبا الى جنب وهذة مسألة تحتاج الى اعادة النظر جذريا في أمور تتعلق بالتربية والاقتصاد وأهمها الارادة مع تحديد الهدف ، لكن على يد من ؟
نريد أناس فاهمين مخلصين .
وهذا الحال يذكرنى بكلمات حسين السيد فى أوبريت (حبيبى المجهول) ابداع ليلى مراد فى فيلم عنبر المنتج سنة 1948م ، أى منذ حوالى 81 سنة فتقول ..
كلام جميل ..
كلام معقول..
مقدرش أقول حاجة عنة.
لكن حبيب قلبى المجهول مش لاقيه فيك حاجة منه .
وما زال البحث جارى مع ليلى .