بقلم !!!

الوزير واليوم الرياضى

الوزير واليوم الرياضى 

بقلم سيد مصطفى 

عندما فكر الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في تخصيص يوم رياضي أسبوعيًا، كان يهدف من وراء ذلك إلى ضرب عدة عصافير بحجر واحد، وهى التغلب على مشكلة عجز المعلمين، وعودة الطلاب للمدارس، واستغلال التكنولوجيا التي كلفت ميزانية الدولة مليارات الجنيهات دون تأثير واضح، إلى جانب أهمية هذا اليوم في اكتشاف المواهب الرياضية والفنية والثقافية.

ولكن سيواجه تنفيذ هذا اليوم العديد من المشكلات والتحذيرات قبل التنفيذ، إذا أردنا حقيقة الاستفادة من الفكرة التي تسهم في إحداث تفريغ طاقات التلاميذ في أنشطة مرغوبة ومقبولة اجتماعيًا، بدلًا من تفريغها في صورة عدوان، سواء على الزملاء أو على الأثاث المدرسي.

أولا: يواجه التنفيذ مشكلة العجز الشديد في معلمي التربية الرياضية بالمدارس، فالمدرسة المحظوظة بها مدرس واحد قارب على المعاش لعدم وجود تعيينات، فحتى لو فكر الوزير في الاستعانة بمراكز الشباب سنواجه مشكلة أخرى، أن المراكز لا يوجد بها خبرات، إنما يوجد أخصائي رياضي وآخر اجتماعي، لا تكفى مجتمعة مع معلمي التربية الرياضية في تنفيذ اليوم الرياضى الذي يحتاج إلى أفكار خارج الصندوق، لأن المشروع سلاح ذو حدين، إما النجاح وتحقيق إنجاز، أو الفشل الذريع، الذي يجعلنا نواصل سلسلة المشروعات الفاشلة التي لا تفيد العملية التعليمية بل تدمرها. 

ثانيا: الكثافات والفترات التي تعانى منها المدارس، والتي قد تدفع القائمين على التنفيذ باستخدام طرق قد تؤثر على العملية التعليمية، مثل اختصار مدة الحصة لتصل إلى نصف ساعة، وهذا سيؤدى إلى التأثير السلبي الكبير على الخطة الدراسية للمنهج، وتسرع المعلمين في إنهاء الخطة، وهذا سيؤدى إلى هجرة الطلاب للمدارس، لعدم الاستفادة من الشرح بالمدرسة، والاعتماد على الدروس الخصوصية، إلى جانب عدم مساهمة معلمي المواد الأخرى في التنفيذ لاهتمام كل منهم بمادته وحصصه. 

ثالثا: أغلب المدارس في مصر تفتقد للملاعب التي يمكن أن ينفذ عليها اليوم، حتى إن هناك بعض المدارس لا تنفذ طابور الصباح لعدم وجود ملاعب، خاصة المدارس القديمة التي كانت قبل إنشاء الأبنية التعليمية، وفى حالة التغلب على تلك المشكلة من خلال مراكز الشباب سنواجه العديد من المشكلات، منها ما يتعلق بعدد المدارس التي يمكن أن تستغل مركز الشباب، حيث إن كل حي أو قرية يوجد بها مركز واحد مقابل ثلاث مدارس كحد أدنى، وهناك بعض المناطق بها عشرات المدارس، إلى جانب عدم توافر المتخصصين والمدربين بتلك المراكز. 

رابعا: الميزانيات الضخمة التي يحتاجها تنفيذ المشروع، والذي يحتاج إلى أفكار من خارج الصندوق، أو استثمار اليوم ليضخ عوائد من خلال شركات راعية، مع دعم المجتمع لتلك الفكرة، ومن أول الميزانيات تعيين المعلمين لتنفيذ المشروع بسبب العجز، وأيضا الأدوات والمواد الخام التي يتم استخدامها في اليوم، فالأدوات الرياضية مكلفة جدا، في ظل عدم وجود بنود مالية لهذا البند، رغم أن المفروض أن هناك جزءًا من المصروفات الدراسية يخص الأنشطة لا يتم صرفه بسبب الحساب الموحد وصرف احتياجات الأنشطة لشهور وأسابيع، يكون النشاط انتهى ومات وتم دفنه، إلى جانب عجائب الوزارة في تخصيص ٥ آلاف جنيه في السنة للصيانة البسيطة التي لا يمكن أن يوجهها مدير المدرسة لصيانة الملاعب وأماكن تنفيذ النشاط، وسيحتفظ بها لدسك مكسور أو زجاج تحطم، أو صيانة كهرباء وعشرات الاحتياجات اليومية في المدارس. 

ولحل تلك المشكلات يمكن الاستعانة بالقوات المسلحة من خلال التربية العسكرية لتنفيذ هذا اليوم داخل المدارس، والتضامن الاجتماعى في تكليف خريجى كليات التربية الرياضية لقضاء سنة التكليف داخل التربية والتعليم، ويتم توزيعه من خلال موجه المادة بالمحافظة حتى يتم توجيهه الوجهة الصحيحة وإلى المكان الذى يحتاجه، وأيضا يمكن الاستعانة بطلاب العملى بكليات التربية الرياضية المنتشرة بكافة المحافظات للصفين الثالث والرابع، ولكن هذا الموضوع يمثل مشكلة تحتاج إلى تنسيق مع كليات التربية بالوقت المحدد للتدريب للطالب خلال مدة الدراسة، وعدم الالتزام بالحضور. 

وهناك محاذير يجب أن يضعها القائمون على التنفيذ في الاعتبار، مثل عدم الاقتراب من حصتى التربية الرياضية في الجدول المدرسى أو وضعها في آخر اليوم، مما يجعل الطلاب والمعلمين يغادرون المدرسة دون الحصول على الحصة، وبالتالي نريد إنجاح اليوم على حساب حصة التربية الرياضية مع عدم الاقتراب من مدة حصة المواد الثقافية كما ذكرت. 

كما يجب مراعاة استغلال الخبرات في التنفيذ حتى لو تم حل مشكلة العجز من خلال التعيينات بالحصة، يجب الاختيار بدقة من خلال لجان متخصصة تحت إشراف مدير عام تنمية موارد التربية الرياضية وموجهى المادة بالإدارات والمديريات التعليمية، مع دورة تدريبية متخصصة قبل تسلم العمل مع شرح خطة وتنفيذ الفكرة حتى لا يبدأ التعلم. 

ويجب عدم الاستعجال قبل حل كل تلك المشكلات الفنية والإدارية والمالية، خاصة وأنها فكرة جيدة.

Journalist20663@gmail.com 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى