احترام القانون يبدأ من احترام الشارع بقلم طارق أحمد
سعدت بزيارة جار قديم وصديق الدراسة الثانوية يطلبني تليفونيا لنتجالس سويا لنسترجع ذكريات الطفولة والصبا ولأنه من هواة الغربة قد خرج للعمل لأوروبا في مزارع العنب بفرنسا في المرحلة الجامعية ومن هذا اليوم أصبحت الغربه وطنه ..
نعم عاش حياة الحضارة الغربية ، ولانه يحن للماضى وتراثة كانت جلساتة مع الأصدقاء ومن ضمن ما قالة لي في خلال سفرياته ان هناك شارع في وسط نيويورك وجد ان عرض رصيف المشاة أكبر من عرض الشارع الذي تمشي فيه السيارات ، وهنا كانت اندهاشي وتذكرت أن السيارات عندنا تتعمد ان تقف وسط الشارع فتغلق الطريق وتعطل المرور وتضاعف متاعب اصحاب المصالح وتحرق أعصابهم ، سيارة واحدة تقف في منتصف الشارع لينزل راكب أو توك توك يتفاوض مع الراكب في الاجرة ، ونتيجة لهذا تتوقف 100 سيارة خلفها لا تستطيع المرور ذلك لأن صاحب السيارة يعتقد أنه صاحب الشارع وانه يمتلك كل شبر فيه وانه اشتراه بماله او ورثه عن المرحوم أبيه ، وهو من أجل ذلك حر يقف بسيارته كيف يشاء ويسد الطريق كما يشاء ويعطل المواصلات في المدينه كلها ولا يهمه اذا كان يوقف طبيبا في طريق لاسعاف مريض أو سيارة مطافي .
نعم نجد في شوارعنا الرئيسة مليئة بالكاميرات ولكنهم حفظوها وما أن يتخطاها يفعل ما يحلو له ، وتزخر شوارعنا بمئات المواقف التي تدل على ذلك فنجد سائقا يقف ليشتري علبة سجائر أو كوبا من الشاي او يدخل فى وصلة من السباب مع سائق مركبة أخرى ، ونجد سيارات تقف وسط الطريق أثناء الفرح لينزل لينزل الشباب لرقص عشرة بلدي في الزفة ، وما أكثر الأعطال وعدم احترام الشارع التى سببت حوادث واخرها حادث السيارة التي قفزت سيارة العروس إلى النيل بعد محاورات وسرعات فوق الكوبرى فتحول الفرح الى مأتم . يجب أن نعيد للطريق والشارع احترامة ، والذين يمشون على أقدامهم فى الشارع من حقهم أن يشعروا ان لهم احترامهم وامنا لهم مكانهم وأن ارغامى على ان امشي وسط الشارع هو مساواة بين الأدمي والدواب التي تمشي في وسط الشارع .
اعيدوا للشارع احترامه ..
ومن هنا يبدأ احترام القانون !