تحت الاضواءصحة

اليوم العالمي لمكافحة السل 2025: كل 34 ثانية شخص جديد يصاب!

السل يهدد شرق المتوسط: دعوة عاجلة للعمل"

اليوم العالمي لمكافحة السل 2025: كل 34 ثانية شخص جديد يصاب!

كتبته: جيهان عبد الرحمن

اليوم العالمي لمكافحة السل 2025
اليوم العالمي لمكافحة السل 2025

في كل زاوية من العالم، يتردد صدى صرخة صامتة: السل، القاتل الخفي الذي لا يرحم، لا يزال يهدد حياة الملايين. اليوم، 24 مارس 2025، يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة السل، ليس احتفالاً بالمعنى التقليدي، بل دعوة عاجلة للتحرك ضد هذا المرض الفتاك الذي يُعتبر الأشد عدوانية بين الأمراض المعدية. شعار هذا العام “نعم، نستطيع القضاء على السل بالالتزام، والاستثمار، والعمل الجاد” يحمل أملاً حقيقياً، لكنه يذكرنا أيضاً بحجم التحدي الذي نواجهه.

 شخص يمرض كل 34 ثانية!

“كل 34 ثانية، يصاب شخص جديد بالسل، وكل 6 دقائق، يرحل آخر ضحية لهذا المرض”، هكذا وصفت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الواقع المرعب الذي نعيشه. في إقليم شرق المتوسط وحده، الذي يضم 22 بلداً، تم تسجيل 936 ألف حالة جديدة في 2023، و86 ألف وفاة! هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات باردة، بل قصص ألم وحيوات تُزهق قبل أوانها بسبب مرض يمكن علاجه.

تخيل معي للحظة: أنت تقرأ هذه الكلمات، وفي مكان ما، شخص يبدأ رحلة معاناة جديدة مع السل. هل يمكننا أن نقبل هذا الواقع؟ الدكتورة حنان تجيب بصراحة: “هذا غير مقبول، لأن السل مرض يمكن الشفاء منه”. فلماذا لا نزال نفقد هذه الأرواح؟

التقدم موجود، لكن التحديات أكبر

في إقليم شرق المتوسط، هناك بصيص أمل: برامج العلاج حققت نجاحاً بنسبة تزيد عن 90%. هذا رقم مشجع، لكنه يخفي وراءه حقيقة مؤلمة. من كل عشر حالات، ثلاث لا يتم اكتشافها أو علاجها. “نفقد ثلث المرضى لأننا لا نصل إليهم”، هكذا حذرت الدكتورة حنان، داعية الحكومات إلى تحرك عاجل وحاسم.

اللاجئون، المهاجرون، سكان المناطق الريفية النائية، هؤلاء هم الأكثر عرضة للخطر، والأقل حظاً في الحصول على الرعاية. انخفاض معدلات الكشف المبكر، التخلف عن العلاج، وظهور السل المقاوم للأدوية، كلها عقبات تجعل المعركة أصعب. لكن هل نرفع الراية البيضاء؟ بالطبع لا، فالأمل موجود، والحلول بين أيدينا.

 التزام واستثمار وعزيمة

منظمة الصحة العالمية لا تقف مكتوفة الأيدي. في يوم السل العالمي 2025، أطلقت دعوة واضحة للجميع: الحكومات، الأطباء، المجتمعات المحلية، وحتى الأفراد العاديين. “نعم، نستطيع” ليست مجرد شعار، بل خطة عمل. الالتزام السياسي أولاً، من خلال استراتيجيات وطنية قوية تضع القضاء على السل هدفاً أساسياً. ثم الاستثمار، بزيادة التمويل المحلي والدولي لدعم برامج المكافحة. وأخيراً، العمل الجاد لتوسيع الكشف المبكر، توفير العلاج الوقائي، وضمان رعاية عالية الجودة.

“نحتاج إلى أن نتحرك الآن”، هكذا شددت الدكتورة حنان، مشيرة إلى أن المنظمة تعمل يداً بيد مع دول الإقليم لتعزيز برامج الوقاية والعلاج. لكن النجاح لن يتحقق إلا إذا تحولت الكلمات إلى أفعال.

 ما الذي يعيقنا؟

لنكن صرحاء، المعركة ضد السل ليست سهلة. في شرق المتوسط، المناطق الريفية والنائية تعاني من نقص الخدمات الصحية. كيف يمكن لشخص في قرية معزولة أن يكتشف إصابته إذا لم يصل إليه طبيب؟ اللاجئون والمهاجرون، الذين يعيشون في ظروف قاسية، غالباً ما يُتركون خارج الحسابات. ومع ارتفاع حالات التخلف عن العلاج، يظهر السل المقاوم للأدوية كوحش جديد يهدد التقدم.

تخيل أمًا في مخيم للاجئين، تسعل دماً ولا تجد من يساعدها، أو رجلاً في قرية نائية يترك علاجه لأنه لا يملك وسيلة للوصول إلى المستشفى. هذه ليست قصص خيالية، بل واقع يعيشه الكثيرون يومياً.

خطوات عملية للقضاء على السل

لكن الأمل لم يمت. منظمة الصحة العالمية وضعت خارطة طريق واضحة. أولاً، تعزيز النظم الصحية لتصل الخدمات إلى كل ركن في الإقليم، خاصة المناطق الريفية. ثانياً، تكثيف الوقاية عبر مكافحة العدوى وتتبع المخالطين، لضمان عدم انتشار المرض. ثالثاً، توسيع الكشف المبكر والعلاج، مع تقديم الدعم النفسي والغذائي للمرضى، خاصة الضعفاء.

“كل حالة نكتشفها مبكراً هي حياة ننقذها”، هكذا لخصت الدكتورة حنان الفكرة، داعية إلى تركيز الجهود على الفئات الأكثر عرضة للخطر. من اللاجئين إلى سكان الأرياف، لا أحد يجب أن يُترك وراء الركب.

 أمل وسط الألم

في بلد مثل الأردن، نجحت برامج الكشف المبكر في خفض الإصابات بنسبة ملحوظة. في المغرب، أصبح العلاج الوقائي متاحاً لآلاف الأشخاص المعرضين للخطر. هذه قصص نجاح تثبت أن القضاء على السل ليس مستحيلاً. لكن في المقابل، هناك دول تعاني من الحروب والنزاعات، مثل اليمن وسوريا، حيث يظل السل شبحاً يطارد الناس وسط الدمار.

 من الحكومات إلى الأفراد

اليوم العالمي لمكافحة السل ليس مجرد مناسبة للحديث، بل دعوة للعمل. الحكومات مدعوة لزيادة التمويل وتطوير الاستراتيجيات. الأطباء والممرضون في الخطوط الأمامية يحتاجون إلى دعم وتدريب. والمجتمعات المحلية لها دور كبير في نشر الوعي وكسر وصمة السل. حتى أنت، القارئ، يمكنك أن تكون جزءاً من هذا التغيير بنشر الرسالة أو دعم المبادرات المحلية.

 حلم في متناول اليد

“نستطيع القضاء على السل“، هذا ليس مجرد شعار، بل حقيقة يمكن تحقيقها إذا عملنا معاً. التقدم موجود، الأدوات متوفرة، والخبرة لدينا. ما نحتاجه الآن هو الإرادة والعزيمة. كل شخص يشفى من السل هو انتصار، وكل حالة نمنعها هي خطوة نحو عالم خالٍ من هذا المرض.

في يوم السل العالمي 2025، دعونا نجدد العهد: لا مزيد من الأرواح المفقودة كل 6 دقائق، ولا مزيد من الإصابات كل 34 ثانية. السل ليس قدراً محتوماً، بل عدو يمكن هزيمته. فهل أنت مستعد لتكون جزءاً من هذه المعركة؟


الكلمات المفتاحية:

اليوم العالمي للسل – مكافحة السل – منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط – الكشف المبكر

عناوين جذابة:

  1. “كل 34 ثانية إصابة: هل نستطيع القضاء على السل؟”
  2. “السل يهدد شرق المتوسط: دعوة عاجلة للعمل”
  3. “يوم السل 2025: نعم، يمكننا إنهاء المعاناة”
  4. “936 ألف حالة سنوياً: السل يتحدى المنطقة”
  5. “معركة السل: التزام واستثمار لعالم خالٍ منه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى