رياضةتحت الاضواء

الأولمبية ترفض شكوى الأهلي تهز الدوري المصري

في تطور مثير لأحداث أزمة مباراة القمة بين الأهلي والزمالك، أعلنت لجنة الهيئات والأندية والقيم التابعة لـ اللجنة الأولمبية المصرية قرارها النهائي برفض شكوى النادي الأهلي. هذا القرار، الذي جاء في ختام مناقشات استمرت أيامًا، يضع حدًا لجدل طويل أثارته أحداث مباراة لم تُلعب أصلاً، لكنه يفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول مصير الدوري المصري الممتاز. فما الذي حدث؟ وكيف وصلنا إلى هذه النقطة؟ وما هي تداعيات هذا القرار على الفريقين والكرة المصرية بشكل عام؟ دعونا نستعرض القصة كاملة.

الأولمبية ترفض شكوى الأهلي: صدمة جديدة تهز الدوري المصري
الأولمبية ترفض شكوى الأهلي: صدمة جديدة تهز الدوري المصري

بداية الأزمة: مباراة القمة التي لم تُلعب

كل شيء بدأ في منتصف مارس 2025، عندما كان من المفترض أن يلتقي الأهلي والزمالك في مباراة القمة ضمن الجولة الأولى من المرحلة النهائية للدوري المصري الممتاز. لكن الأهلي، النادي الأكثر تتويجًا بالبطولات في تاريخ الكرة المصرية، فاجأ الجميع بقراره الانسحاب من المباراة قبل انطلاقها. السبب؟ اعتراض النادي الأحمر على تعيين طاقم تحكيم مصري بقيادة الحكم محمود بسيوني، بدلاً من استقدام حكام أجانب كما طالب مجلس إدارته.

الأهلي لم يكتفِ بالانسحاب، بل رفع صوته عاليًا، متهمًا الاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية المحترفة بانتهاك اللوائح. وفي 15 مارس، تقدم النادي بشكوى رسمية إلى اللجنة الأولمبية المصرية، مطالباً بإعادة النظر في إجراءات تنظيم المباراة وإقامتها بطاقم تحكيم أجنبي لضمان “العدالة” بين الطرفين.

لكن القرار لم يتوقف عند هذا الحد. رابطة الأندية، المسؤولة عن تنظيم الدوري، ردت بسرعة، معلنة فوز الزمالك بنتيجة 3-0 اعتبارًا، مع خصم 3 نقاط من رصيد الأهلي بن.

الأولمبية ترفض شكوى الأهلي: صدمة جديدة تهز الدوري المصري
الأولمبية ترفض شكوى الأهلي: صدمة جديدة تهز الدوري المصري

اللجنة الأولمبية تدخل على الخط: هل كانت الأمل الأخير للأهلي؟

مع تصاعد التوتر، تحولت الأنظار إلى اللجنة الأولمبية المصرية، التي أصبحت الملاذ الأخير للأهلي لتصحيح ما اعتبره “ظلمًا” وقع عليه. النادي الأحمر قدم شكواه في 15 مارس، مصحوبة بمستندات وأدلة تثبت، حسب وجهة نظره، أن الاتحاد ورابطة الأندية خالفا اللوائح بإقامة المباراة بحكام مصريين رغم اتفاق مسبق على استقدام حكام أجانب.

لجنة الهيئات والأندية والقيم، التابعة للأولمبية، بدأت دراسة الشكوى على الفور. ياسر إدريس، رئيس اللجنة، أكد في تصريحات سابقة أن الأهلي قدم مستندات إضافية لدعم موقفه، وأن القرار سيصدر قبل استئناف الدوري. الجماهير على الجانبين كانت تترقب، والتكهنات تزايدت: هل ستنصف الأولمبية الأهلي وتُعيد المباراة؟ أم ستدعم قرار الرابطة وتضع حدًا للجدل؟


القرار النهائي: صدمة في القلعة الحمراء

اليوم، الثلاثاء 25 مارس 2025، أسدلت اللجنة الأولمبية الستار على هذه الأزمة بقرار حاسم: رفض شكوى الأهلي. وبحسب مصدر مطلع ، فإن اللجنة استقرت على عدم قبول الشكوى، مؤكدة أن الإجراءات التي اتخذتها رابطة الأندية كانت قانونية ومتوافقة مع اللوائح. القرار لم يقتصر على رفض طلب إعادة المباراة، بل أيد فوز الزمالك بنتيجة 3-0 مع خصم النقاط من الأهلي.

هذا القرار لم يأتِ بمفرده، بل رافقه بيان مرتقب من اللجنة يوضح الحيثيات، مع توصيات لتحسين التنسيق بين الأطراف المعنية مستقبلاً. لكن بالنسبة للأهلي، كان الأمر بمثابة ضربة قوية، خاصة أن النادي طالب بجلسة استماع والاطلاع على مستندات الرابطة والاتحاد قبل إصدار القرار، وهو طلب لم يتم الاستجابة له.


ردود الأفعال: غضب أهلاوي وفرحة زملكاوية

لم تمر ساعات على إعلان القرار حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل متباينة. جماهير الأهلي عبّرت عن غضبها الشديد، معتبرة أن القرار “ظلم جديد” يضاف إلى سلسلة المشاكل التي تواجه الفريق هذا الموسم. البعض وجه انتقادات حادة لمجلس الإدارة برئاسة محمود الخطيب، متهمين إياه بالفشل في الدفاع عن حقوق النادي.

في المقابل، احتفلت جماهير الزمالك بالقرار، معتبرة أنه “انتصار للعدالة”. وسائل إعلام مقربة من الأبيض سارعت إلى الإشادة باللجنة الأولمبية، مؤكدة أن القرار يعزز موقف الزمالك في صدارة الدوري ويؤكد التزامه باللوائح.


تداعيات القرار: ماذا يعني للأهلي والزمالك؟

بالنسبة للأهلي، القرار ليس مجرد خسارة مباراة، بل خسارة معنوية كبيرة. خصم 3 نقاط من رصيده بنهاية الموسم قد يؤثر على حظوظه في المنافسة على اللقب، خاصة في ظل المنافسة الشرسة مع الزمالك. كما أن هذه الأزمة قد تزيد من الضغوط على الجهاز الفني بقيادة مارسيل كولر، والذي يواجه تحديات كبيرة هذا الموسم.

أما الزمالك، فالقرار يمنحه دفعة معنوية هائلة. الفوز الاعتباري يعزز موقفه في صدارة الترتيب، ويمنح لاعبيه ثقة إضافية قبل المباريات المقبلة. لكن الأبيض يدرك أن الطريق لا يزال طويلاً، وأن الأهلي لن يستسلم بسهولة.


الدوري المصري تحت المجهر: هل حان وقت التغيير؟

هذه الأزمة لم تكن مجرد صراع بين ناديين، بل كشفت عن مشاكل أعمق في تنظيم الدوري المصري. غياب الشفافية في اتخاذ القرارات، الخلافات بين الأندية والاتحاد ورابطة الأندية، وضعف التواصل حول اختيار الحكام، كلها قضايا تحتاج إلى حلول جذرية. القرار الأولمبي، رغم حسمه للجدل الحالي، لم يعالج الأسباب الجوهرية التي أدت إلى الأزمة.

الكرة المصرية، التي طالما كانت رمزًا للشغف والحماس، تجد نفسها اليوم في مفترق طرق. هل ستتعلم من هذه الأزمة وتعمل على إصلاح ما يجب إصلاحه؟ أم أننا سنشهد المزيد من الصراعات التي تُضعف المسابقة وتُبعد الجماهير؟


ختامًا: القمة مستمرة خارج الملعب

مباراة القمة التي لم تُلعب على أرض الملعب تحولت إلى معركة قانونية وإدارية استمرت أسابيع، لكن يبدو أن الصراع بين الأهلي والزمالك لن ينتهي هنا. الفريقان، اللذان يمتلكان تاريخًا طويلًا من المنافسة الشرسة، سيواصلان التنافس داخل الملعب وخارجه، وسط شغف جماهيري لا ينضب.

الأهلي قد يبحث عن طرق جديدة للرد، سواء عبر تظلم لدى لجنة الاستئناف باتحاد الكرة أو بتصعيد الأمر دوليًا. أما الزمالك، فسيحاول استغلال هذا الانتصار لتعزيز موقفه في الدوري. لكن السؤال الأكبر يبقى: هل سيعود الدوري المصري إلى طبيعته، أم أننا على موعد مع المزيد من الدراما؟

في النهاية، الكرة المصرية تظل مسرحًا للإثارة، سواء كانت المباريات تُلعب أم لا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى