طب قصر العيني تحتفل بتخريج الدفعة 191 بحضور رئيس الجامعة
طب قصر العيني تحتفي بـ الدفعة 191: يوم تاريخي برعاية رئيس الجامعة!
في قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، تحولت الأضواء إلى مشهد يفيض بالفخر والعزة. احتفالية تخريج الدفعة 191 لكلية طب قصر العيني، التي أطلق عليها “دفعة الأستاذ الدكتور محسن سامي“، كانت أكثر من مجرد حدث روتيني. تحت رعاية وحضور الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة، اجتمع الخريجون وأسرهم مع نخبة من القيادات الأكاديمية والطبية ليشهدوا لحظة تتويج سبع سنوات من الجهد والتحدي. نقيب الأطباء، عميد الكلية، وكبار الأساتذة كانوا هناك، فما الذي جعل هذا اليوم مميزاً؟ وكيف ألهبت الكلمات قلوب الحضور؟ دعونا نأخذكم في رحلة داخل هذا الحدث المثير!
بداية مهيبة: السلام الجمهوري يفتتح الاحتفال
مع أنغام السلام الجمهوري التي صدحت في القاعة، بدأت مراسم الاحتفال بأجواء مهيبة. تلاوة آيات من القرآن الكريم أعقبتها، لتضفي على الحدث طابعاً روحياً يليق بهذه المناسبة العظيمة. الحضور، من الدكتور أحمد رجب، نائب رئيس الجامعة، إلى الدكتور حسام صلاح، عميد الكلية، وصولاً إلى الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب الأطباء، جلسوا بانتظار كلمات ستحمل معها مشاعر الفخر والأمل.
لم يكن الحضور مقتصراً على القيادات، بل امتد ليشمل وكلاء الكلية، أعضاء هيئة التدريس، والخريجين مع أسرهم التي ملأت المدرجات، في مشهد يعكس مدى أهمية هذا اليوم لكل من شارك فيه.
كلمة الرئيس: “أنتم فخر قصر العيني!”
الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة، خطف الأنظار بكلمته التي فتحت قلوب الحضور. “أرحب بكم في رحاب جامعة القاهرة، منارة العلم ومنبر الثقافة”، يقول بابتسامة تعكس الفخر. توجه بالتهنئة للخريجين، مشيراً إلى ثقته الكاملة في قدراتهم على ممارسة الطب بكفاءة وإنسانية. “كونوا عوناً لمرضاكم بالكلمة الطيبة والاهتمام الصادق”، يضيف بنبرة أبوية ألهبت الحماس في نفوس الشباب الذين يستعدون لخوض معترك الحياة المهنية.
كلمته لم تكن مجرد تهنئة، بل دعوة لتحمل المسؤولية وخدمة المجتمع، مما جعلها صدى يتردد في أذهان الجميع.
نائب الرئيس: “أنتم أحفاد أطباء الحضارة المصرية”
الدكتور أحمد رجب، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، أضاف بُعداً تاريخياً للحفل. “العمر لا يقاس بالسنوات، بل بالخبرات”، يقول بحكمة، موجهاً الخريجين للفخر بانتمائهم لمصر، مهد الحضارة التي قدمت للعالم أطباء عظماء اكتشفوا الأمراض وابتكروا العلاجات. “أنتم جزء من جامعة القاهرة التي تقود الجامعات في الشرق الأوسط وتنافس العالم”، يضيف بثقة، في رسالة عززت شعور الخريجين بالعزة والمسؤولية.
هذه الكلمات لم تكن مجرد مديح، بل تذكير بإرث عظيم يحمله هؤلاء الشباب على أكتافهم.
نقيب الأطباء: “قصر العيني أصل الطب في المنطقة”
الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب الأطباء، جلب معه روح المهنة إلى الحفل. “أنا سعيد بمشاركتكم هذا اليوم في كلية طب قصر العيني، أكبر مدرسة طبية في مصر والمنطقة العربية”، يقول بفخر واضح. أشار إلى أن النقابة تعتمد على أساتذة الكلية لضمان سلامة الممارسات الطبية، مؤكداً دعمه الكامل للخريجين وتذليل أي عقبات قد تواجههم.
كلمته كانت بمثابة جسر بين الأكاديمية والمهنة، موجهاً رسالة طمأنة للخريجين بأن النقابة ستظل سنداً لهم في رحلتهم المهنية.
عميد الكلية: “200 عام من العراقة في انتظاركم”
الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني، خطف الأضواء بكلمته التي جمعت بين الفخر بالماضي والطموح للمستقبل. “أساتذتنا يبذلون كل جهدهم لنقل العلم والخبرة”، يقول بحماس، مشيراً إلى أن قصر العيني تحتفل قريباً بمرور 200 عام على تأسيسها كأعرق مدرسة طبية في المنطقة. “كونوا أطباء إنسانيين، اجعلوا هدفكم شفاء المرضى”، يضيف بنصيحة أبوية، داعياً الخريجين للتعاون والإبداع لرفع مستوى الخدمات الطبية.
كلمته كانت دعوة للتحلي بالقيم والتفوق، مما جعلها محط إعجاب الحضور.
وكيلة الكلية: “لا تنسوا جذوركم”
الدكتورة حنان مبارك، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، ألقت كلمة مؤثرة تحمل طابعاً عاطفياً. “سبع سنوات قضيتموها بين جدران هذه الكلية، واجهتم خلالها تحديات كثيرة”، تقول بنبرة تعكس التقدير. وجهت الخريجين للبقاء على تواصل مع الكلية، ومد يد العون لبعضهم وللطلاب الجدد. “كونوا رحماء بمرضاكم، خففوا آلامهم”، تضيف في رسالة ألهمت الشباب ليكونوا قدوة في مهنتهم.
كلمتها كانت بمثابة وصية أم لأبنائها، مليئة بالنصح والحب.
صوت الخريجين: “يوم الحصاد بعد سبع سنوات”
آلاء محمد محمود، أولى الخريجات، ألقت كلمة نيابة عن زملائها بعيون تلمع بالفرح والامتنان. “هذا اليوم هو حصاد سبع سنوات من الجهد”، تقول بصوت يعكس الفخر. وجهت الشكر لأساتذة الكلية الذين لم يكتفوا بتعليم العلم، بل زرعوا القيم والأخلاق، ولم تنسَ فضل الأهل الذين ضحوا لتصل إلى هذه اللحظة.
من جانبه، تحدث يحيى محمد المعتز بالله، أول الخريجين، عن اليوم كـ”نهاية سعيدة لحلم وبداية لمرحلة جديدة”. شكر الأساتذة على علمهم النافع، والأهل على تضحياتهم، في كلمة أثارت تصفيق الحضور بحرارة.
قسم الأطباء: لحظة تاريخية
بعد الكلمات المؤثرة، جاءت لحظة أداء قسم الأطباء، حيث وقف الخريجون بزيهم الأبيض يرددون القسم بصوت واحد، في مشهد يحمل الرهبة والفخر. هذه الكلمات لم تكن مجرد طقس، بل تعهد بتحمل مسؤولية مهنة الطب بكل أمانة وإنسانية، أمام أعين أسرهم وأساتذتهم.
تكريم الأبطال: لمسة وفاء
اختتم الحفل بتكريم الأساتذة والخريجين المتميزين، في لحظات عاطفية جمعت بين الدموع والابتسامات. الدكتور حسام صلاح سلم الجوائز بنفسه، في رسالة تقدير لمن ساهموا في صناعة هذا النجاح، سواء من الأساتذة أو الطلاب.
طب قصر العيني: إرث ومستقبل
احتفالية تخريج الدفعة 191 لم تكن مجرد مناسبة عابرة، بل تتويج لمسيرة تعليمية وإنسانية في كلية تحمل تاريخاً يمتد لقرابة قرنين. من كلمات رئيس الجامعة إلى صوت الخريجين، كان الحفل رسالة واضحة: قصر العيني ليست مجرد كلية، بل مدرسة تصنع أطباء يحملون على عاتقهم أمل الأمة.
هل تكون هذه الدفعة بداية لنهضة طبية جديدة؟ الإجابة تكمن فيما سيقدمه هؤلاء الشباب في المستقبل. لكن ما هو مؤكد أن هذا اليوم سيظل محفوراً في ذاكرتهم وذاكرة جامعة القاهرة!
