عاشور يرأس اجتماع هيئة فولبرايت

كتبه: جيهان عبد الرحمن
محتويات المقال
Toggleعاشور يقود هيئة فولبرايت: اجتماع مثير يكشف خططاً طموحة للابتكار والتعليم!
في مبنى التعليم الخاص بالقاهرة الجديدة، ترأس الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اجتماعاً حاسماً لمجلس إدارة هيئة التبادل التعليمي والثقافي بين مصر والولايات المتحدة “فولبرايت“. لم يكن هذا الاجتماع مجرد لقاء روتيني، بل كان منصة لرسم مستقبل التعاون التعليمي والبحثي بين البلدين، بحضور شخصيات بارزة مثل الدكتورة ماجي نصيف، المدير التنفيذي للهيئة، والدكتور مصطفى رفعت، أمين عام المجلس الأعلى للجامعات، إلى جانب ممثلين عن السفارة الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. فما الذي دار في هذا الاجتماع المثير؟ وكيف ستغير خطط عاشور قواعد اللعبة؟ دعونا نأخذكم في جولة داخل هذا الحدث الكبير!

عاشور يضع الابتكار في المقدمة: رؤية طموحة
منذ اللحظة الأولى، أكد الدكتور أيمن عاشور أن الابتكار وريادة الأعمال هما مفتاح المستقبل. “نريد دعم الشباب بفرص حقيقية”، يقول بنبرة واثقة، مشيراً إلى “السياسة الوطنية للابتكار المستدام” التي أطلقتها مصر كجزء من استراتيجيتها للتعليم العالي والبحث العلمي. هذه السياسة ليست مجرد خطة على الورق، بل إطار طموح يهدف إلى تحويل مصر إلى مجتمع معرفي مبتكر يعتمد على العلم لدفع عجلة التنمية.
لم يكتفِ عاشور بذلك، بل دعا إلى توظيف الأبحاث والاختراعات الجامعية في تعزيز الاقتصاد. “يجب أن تصل هذه الابتكارات إلى السوق”، يضيف بحماس، مؤكداً أن الهدف ليس فقط تعزيز الاقتصاد القومي، بل أيضاً دعم المحافظات المصرية بمشروعات محلية تحسن حياة المواطنين. هذه الرؤية جعلت الحضور يتطلعون لما ستقدمه هيئة فولبرايت في هذا السياق.

ماجي نصيف تسرق الأضواء: 75 عاماً من الإنجازات
الدكتورة ماجي نصيف، المدير التنفيذي للهيئة، خطفت الضوء بعرضها المثير عن أنشطة فولبرايت الأخيرة. “نحتفل هذا العام بمرور 75 عاماً على تأسيس الهيئة في مصر”، تقول بفخر، مشيرة إلى الاحتفالية الكبرى التي أقيمت تحت عنوان “من المختبر إلى السوق”. هذا الحدث، الذي جمع قادة الصناعة والتجارة ورؤساء الجامعات وخريجي الهيئة من البلدين، كان بمثابة إعلان عن طموحات كبيرة.
نصيف لم تتوقف عند الاحتفال، بل استعرضت تاريخ الهيئة التي بدأت في 3 نوفمبر 1949 ببروتوكول تعاون بين مصر وأمريكا. “نحن أقدم وأكبر هيئة فولبرايت في الشرق الأوسط”، تؤكد، مشيرة إلى أن الهيئة قدمت آلاف المنح للمصريين والأمريكيين في مجالات متنوعة، من الدراسات العليا إلى التطوير المهني. عرضها لم يكن مجرد سرد تاريخي، بل دعوة للنظر إلى المستقبل بعيون متفائلة.
خطة المنح الجديدة: فرص ذهبية للشباب
الاجتماع لم يمر دون قرارات كبيرة. المجلس وافق على خطة منح طموحة لعام 2026-2027، تتضمن فرصاً للأساتذة المصريين والأمريكيين، طلاب الدراسات العليا، والمهنيين في مختلف التخصصات. “نريد تمكين الجميع”، يقول عاشور، مشيراً إلى أن الخطة تشمل برامج متميزة مثل إعداد القادة، تدريس اللغة الإنجليزية، والتطوير المهني.
من أبرز القرارات فتح باب التقدم لمنح الماجستير، جمع المواد العلمية، الإشراف المشترك للدكتوراه، وبرامج الأبحاث للأساتذة. هذه المنح لن تكون حكراً على النخبة، بل متاحة عبر موقع الهيئة الرسمي، في خطوة تعكس التزاماً بتوسيع دائرة المستفيدين.
جلب الخبراء الأمريكيين: تعاون يغير المشهد
لم يكتفِ المجلس بالمنح التقليدية، بل أقر برنامجاً جديداً لجلب خبراء أمريكيين للعمل مع نظرائهم المصريين. “هذا التعاون سيحدث فرقاً”، يعلق روبن هاروتنيان، مستشار الشؤون العامة بالسفارة الأمريكية، بينما يوضح عاشور أن الخبراء سيعملون في مشروعات حيوية داخل الوزارات، الجامعات، وهيئات القطاع العام لمدة تتراوح بين أسبوعين وستة أسابيع.
هذه الخطوة تهدف إلى نقل الخبرات وتعزيز القدرات المحلية، خاصة في مجالات مثل البحث العلمي والتكنولوجيا، مما قد يفتح آفاقاً جديدة للابتكار في مصر.
حضور مميز: شراكة مصرية-أمريكية قوية
الاجتماع لم يكن مجرد لقاء محلي، بل شهد حضوراً أمريكياً بارزاً أضفى عليه طابعاً دولياً. السيدة ماريسول بريز، مدير مكتب التعليم والصحة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والمهندس رايموند ميلر، شريك مؤسس لشركة رفعت وميلر، كانا من بين الحاضرين، إلى جانب الدكتور مصطفى رفعت الذي يمثل المجلس الأعلى للجامعات. هذا التنوع يعكس قوة الشراكة بين البلدين، والتزامهما بتعزيز التبادل التعليمي والثقافي.
“نحن هنا لدعم الابتكار في مصر”، تقول بريز بحماس، فيما يؤكد ميلر أن تعاون القطاع الخاص مع الهيئة قد يفتح أبواباً لمشاريع اقتصادية كبرى.

فولبرايت: 75 عاماً من الريادة
هيئة فولبرايت ليست مجرد اسم، بل رمز للتعاون المصري-الأمريكي. منذ تأسيسها في 1949، قدمت المنح لآلاف الطلاب والباحثين، وساهمت في بناء جسور ثقافية بين البلدين. “نحن فخورون بما حققناه”، تقول نصيف، مشيرة إلى أن الهيئة أصبحت نموذجاً يُحتذى به في المنطقة.
الاحتفال بالذكرى الـ75 كان دليلاً على هذا النجاح، حيث جمع الحدث قادة من مختلف القطاعات لمناقشة كيفية تحويل الأفكار العلمية إلى منتجات تجارية، وهو ما يتماشى مع رؤية عاشور للابتكار.
خطط مستقبلية: الشباب في الصدارة
الاجتماع لم يتوقف عند الماضي والحاضر، بل رسم خارطة للمستقبل. المنح الجديدة، من الماجستير إلى تدريس اللغة الإنجليزية، تهدف إلى تمكين الشباب المصري وتأهيلهم لسوق العمل العالمي. “نريد جيلاً قادراً على المنافسة”، يقول عاشور، مؤكداً أن هذه الخطوة ستدعم الاقتصاد من خلال تحويل الأفكار إلى واقع.
برنامج الخبراء الأمريكيين، من جهته، قد يكون بمثابة دفعة كبيرة للمشروعات القومية، من البنية التحتية إلى التكنولوجيا المتقدمة.
تأثير اقتصادي: من المختبر إلى السوق
رؤية عاشور لم تكن أكاديمية فقط، بل اقتصادية بامتياز. دعوته لتوظيف الأبحاث في الجامعات لخدمة الاقتصاد لاقت ترحيباً من الحضور. “تخيلوا اختراعاً يبدأ في مختبر جامعة وينتهي في السوق”، يقول بحماس، مشيراً إلى أن هذا النهج قد يعزز الصناعات المحلية ويخلق فرص عمل في المحافظات.
هذا الهدف ليس بعيد المنال مع دعم هيئة فولبرايت، التي تمتلك خبرة طويلة في ربط العلم بالواقع.
عاشور يعزز مكانة مصر
اجتماع مجلس إدارة هيئة فولبرايت بقيادة الدكتور أيمن عاشور كان أكثر من مجرد مناقشات إدارية. كان منصة لتأكيد دور مصر كشريك رئيسي في التبادل التعليمي والثقافي مع أمريكا، ولحظة لإطلاق خطط طموحة تدعم الشباب والابتكار. من المنح الجديدة إلى جلب الخبراء، يبدو أن عاشور يقود ثورة هادئة في التعليم والبحث العلمي.
هل تكون هذه الخطوات بداية لتحول كبير في الاقتصاد المصري؟ الإجابة تكمن في تنفيذ هذه الرؤية. لكن ما هو مؤكد أن مصر، بقيادة عاشور، تضع قدمها بثبات على طريق التقدم!