تجديد اعتماد معامل الفلزات يدعم البحث والتنمية”
"مركز الفلزات يجدد اعتماده: دعم للمشروعات القومية"

كتبه: الممكن نيوز
محتويات المقال
Toggleتجديد اعتماد معامل الفلزات يدعم البحث والتنمية”
أعلن مركز بحوث وتطوير الفلزات عن إنجاز كبير يعزز مكانته كأحد أعمدة التنمية المستدامة في البلاد. فقد نجح المركز في تجديد اعتماد معامل إدارة الخدمات الفنية من المجلس الوطني للاعتماد “إيجاك”، وفقًا للمواصفة الدولية ISO/IEC 17025:2027، في الفترة من يناير 2025 إلى أكتوبر 2028. هذا الإنجاز ليس مجرد شهادة على الورق، بل علامة فارقة تفتح آفاقًا واسعة لدعم المشروعات القومية والبحث العلمي في مصر. فما القصة وراء هذا النجاح؟ وكيف يؤثر على مستقبل التنمية في البلاد؟
التزام بمعايير الجودة: رؤية وزارية طموحة
- تحت قيادة الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تسير الوزارة بخطى ثابتة نحو تطبيق منظومة التطوير المؤسسي وأنظمة الجودة الشاملة داخل المراكز البحثية. “نريد بيئة عمل تتوافق مع أعلى المعايير العالمية”، هكذا أكد الوزير في تصريحاته، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يخدم أهداف التنمية المستدامة التي تعمل مصر على تحقيقها بحلول 2030. وفي هذا السياق، يبرز مركز بحوث وتطوير الفلزات كنموذج رائد في تطبيق هذه الرؤية.
الدكتور إبراهيم غياض، القائم بأعمال رئيس المركز، لم يخفِ سعادته بهذا الإنجاز، موضحًا أن تجديد الاعتماد يعكس التزام المركز بالجودة والدقة في خدماته. “هذا ليس مجرد تجديد شهادة، بل تأكيد على قدرتنا على مواكبة التطورات العالمية”، قالها بثقة، مشيرًا إلى أن المركز يحمل هذا الاعتماد منذ عام 2006، مما جعله وجهة موثوقة للشركات والباحثين على حد سواء.
معامل معتمدة: قلب الإنجاز النابض
تجديد الاعتماد لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج جهود متواصلة لتطوير معامل المركز. هذه المعامل، التي شملتها الشهادة، تقوم بإجراء اختبارات فيزيائية وكيميائية للسبائك الحديدية وغير الحديدية، بالإضافة إلى الاختبارات الميكانيكية للمعادن. تخيل معي: عينات من المعادن تُختبر بدقة متناهية للتأكد من مقاومتها، قوتها، وصلاحيتها للاستخدام في مشروعات عملاقة. هذا بالضبط ما تقدمه هذه المعامل، التي أصبحت الآن معتمدة دوليًا حتى أكتوبر 2028.
“نعمل وفقًا لأحدث المعايير العالمية”، يقول الدكتور غياض، مضيفًا أن هذا الاعتماد يعزز الثقة في نتائج الاختبارات التي يقدمها المركز. سواء كنت شركة مقاولات تبني مدينة جديدة، أو باحثًا يعمل على رسالة دكتوراه، فإن هذه المعامل تقدم لك نتائج يمكنك الاعتماد عليها دون تردد.
دعم المشروعات القومية: من العاصمة الإدارية إلى الضبعة
لكن الإنجاز لا يتوقف عند حدود المعامل، بل يمتد ليترك بصمة واضحة في أكبر المشروعات القومية في مصر. فقد رشح “إيجاك” معامل المركز لتنفيذ اختبارات لمشروعات مثل العاصمة الإدارية الجديدة، التي تُعد رمزًا للتحول العمراني في البلاد. تخيل أن الأبراج الشاهقة والمباني الحديثة في العاصمة الجديدة تعتمد على اختبارات أجرتها هذه المعامل لضمان جودة المواد المستخدمة!
ولا يتوقف الأمر هنا، فقد شمل الدعم مشروع القطار الكهربائي السريع، الذي يربط بين المدن المصرية بشبكة مواصلات متطورة، وكذلك مشروع المفاعل النووي بالضبعة بالتعاون مع روسيا. هذا المشروع الأخير، بأهميته الاستراتيجية، يعتمد على دقة الاختبارات التي يجريها المركز لضمان سلامة وكفاءة المواد المستخدمة. وإلى جانب ذلك، يقدم المركز خدماته لشركات القطاع الخاص والمقاولات، مما يجعله شريكًا أساسيًا في عجلة التنمية.
البحث العلمي في صلب الاهتمام
إذا كنت تظن أن دور المركز يقتصر على دعم المشروعات الكبرى، فأنت مخطئ! فهو أيضًا ملاذ للباحثين والطلاب. الدكتور غياض أشار إلى أن اعتماد المعامل يوفر بيئة موثوقة لإنجاز أبحاث الدكتوراه والماجستير بالتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الأخرى. “نفتح أبوابنا للشباب ليبدعوا ويبتكروا”، قالها بحماس، مؤكدًا أن هذه البيئة المعملية المعتمدة تتيح للباحثين إجراء تجاربهم وفقًا لمعايير دولية، مما يرفع من جودة الأبحاث المصرية ويجعلها قادرة على المنافسة عالميًا.
تخيل طالب ماجستير يعمل على تطوير سبيكة معدنية جديدة، أو دكتوراه تهدف إلى تحسين مقاومة المعادن للتآكل. هؤلاء الشباب يجدون في معامل المركز أدواتهم لتحويل أفكارهم إلى واقع، وهذا بحد ذاته استثمار في مستقبل العلم في مصر.
من 2006 إلى 2028: مسيرة ثقة وتطوير
ما يجعل هذا الإنجاز مميزًا هو أنه ليس وليد اللحظة. فمنذ حصول المركز على الاعتماد الأول في 2006، وهو يواصل تطوير قدراته وتحديث معاملة لتظل في صدارة المؤسسات البحثية. “هذا الاعتماد عزز مكانتنا محليًا ودوليًا”، يقول الدكتور غياض، مشيرًا إلى أن المركز أصبح مرجعًا موثوقًا في القطاع الصناعي والبحثي على مدى عقدين تقريبًا.
هذه المسيرة لم تكن خالية من التحديات، لكن التزام المركز بالجودة والتطوير جعله قادرًا على تجاوزها. اليوم، وبفضل تجديد الاعتماد حتى 2028، يضمن المركز استمرارية دوره الريادي، سواء في دعم الاقتصاد الوطني أو تعزيز البحث العلمي.
تأثير أعمق: تنمية مستدامة ورؤية مصر 2030
وراء هذا الإنجاز، هناك هدف أكبر يتمثل في دعم رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة. فالمعامل المعتمدة لا تساهم فقط في مشروعات البنية التحتية، بل تلعب دورًا في تطوير تكنولوجيات جديدة تحافظ على الموارد وتعزز الكفاءة. سواء كان الأمر يتعلق باختبار مواد بناء أكثر متانة أو تطوير سبائك تتحمل الظروف القاسية، فإن المركز يضع بصمته في بناء مستقبل مستدام.
“نحن جزء من منظومة التنمية في مصر”، يؤكد الدكتور غياض، مشيرًا إلى أن هذا الاعتماد يدعم توجه الدولة نحو تطوير البنية التحتية البحثية والتكنولوجية. ومع مشروعات مثل العاصمة الإدارية والمفاعل النووي، يصبح المركز لاعبًا رئيسيًا في تحقيق هذه الرؤية.
لماذا يهمك هذا الخبر؟
إذا كنت تتساءل عن أهمية هذا الإنجاز بالنسبة لك، فالإجابة بسيطة: إنه يعني جودة أعلى في كل شيء حولك. من المباني التي تعيش فيها إلى القطارات التي تستقلها، وحتى الأبحاث التي قد تؤدي إلى اختراعات تغير حياتك. هذا الاعتماد يضمن أن تكون المنتجات والخدمات التي تصلك مدعومة باختبارات دقيقة وموثوقة.
بالنسبة للشباب والباحثين، فهو فرصة ذهبية للعمل في بيئة عالمية المستوى دون مغادرة مصر. وللشركات، هو ضمان للجودة يرفع من قدرتها التنافسية في الأسواق المحلية والدولية.
الخطوة التالية: مستقبل مشرق
مع تجديد الاعتماد حتى 2028، يستعد المركز لمرحلة جديدة من العمل. خطط التطوير مستمرة، والطموح هو توسيع نطاق الاختبارات والخدمات لتشمل مجالات أكثر. “لن نتوقف هنا”، يعد الدكتور غياض، مؤكدًا أن المركز سيظل في صدارة المؤسسات البحثية، داعمًا للمشروعات القومية والباحثين على حد سواء.
في النهاية، هذا الإنجاز ليس مجرد شهادة تُعلق على الحائط، بل دليل على أن مصر قادرة على المنافسة عالميًا في مجال البحث والتطوير. مركز بحوث وتطوير الفلزات، بمعامله المعتمدة وطموحاته الكبيرة، يرسم ملامح مستقبل مشرق للتعليم العالي والتنمية في البلاد. فهل أنت مستعد لتكون جزءًا من هذه الرحلة؟