اليوم العالمي لمكافحة السل 2025 وإنجاز طبي مصري مذهل: كل 34 ثانية شخص يصاب والأطباء المصريون يبهرون العالم
جامعة حلوان تتألق عالمياً في يوم السل 2025"

كتبه: الممكن نيوز
محتويات المقال
Toggleاليوم العالمي لمكافحة السل 2025 وإنجاز طبي مصري مذهل: كل 34 ثانية شخص يصاب والأطباء المصريون يبهرون العالم
كتبته: جيهان عبد الرحمن

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي لمكافحة السل في 24 مارس 2025، تحت شعار “نعم، نستطيع القضاء على السل بالالتزام والاستثمار والعمل الجاد”، يواصل هذا المرض الفتاك تهديده للبشرية، حيث يصاب شخص جديد كل 34 ثانية، بينما يُسجل المجال الطبي المصري إنجازاً مذهلاً يضع اسم مصر في صدارة المشهد العالمي. فقد نجح فريق طبي من مستشفى بدر الجامعي بجامعة حلوان في تنفيذ بث حي لجراحة بالمنظار خلال مؤتمر ENDO MED 2025، حاصداً إشادة دولية واسعة، في لحظة تاريخية تبرهن على قدرة الأطباء المصريين على الجمع بين الإنسانية والتميز العلمي.
السل: القاتل الصامت يضرب كل 34 ثانية
بينما يتردد صدى دعوات منظمة الصحة العالمية للقضاء على السل، تظل الأرقام مخيفة. في إقليم شرق المتوسط، الذي يضم 22 دولة، سُجلت 936 ألف حالة جديدة في 2023، مع 86 ألف وفاة. “كل 34 ثانية يمرض شخص، وكل 6 دقائق يموت آخر”، هكذا وصفت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية للمنظمة، هذا الواقع المرعب، مضيفة: “هذا غير مقبول، لأن السل مرض يمكن علاجه”.
تخيل معي: أنت تقرأ هذه السطور، وفي مكان ما، شخص يبدأ معاناة جديدة مع هذا المرض. لكن الأمل لم ينطفئ، فبرامج العلاج في الإقليم حققت نجاحاً بنسبة 90%، لكن المشكلة تكمن في أن ثلاث حالات من كل عشر لا تُكتشف أو تُعالج. فما الذي يمكننا فعله؟
إنجاز طبي مصري يبهر العالم
في خضم هذه المعركة ضد السل، سطّر فريق طبي مصري إنجازاً يستحق الاحتفاء. خلال مؤتمر ENDO MED 2025، الذي جمع تسع دول من حوض البحر المتوسط، نجح أطباء مستشفى بدر الجامعي في بث حي لجراحة دقيقة بالمنظار لشق عضلة البواب، استغرقت 20 دقيقة فقط! الدكتور أحمد مدكور والدكتور عمرو الفولي قادا العملية ببراعة، بمساعدة فريق متميز ضم الدكتورة ندى الدمياطي، الدكتور حمدي السيد، والدكتور عمرو عبد العظيم، بينما تولى الدكتور أحمد الطوانسي التخدير بمهارة فائقة.
لم تكن هذه مجرد عملية جراحية، بل عرض احترافي أذهل الحضور الدولي. “متميز ودقيق”، هكذا وصف الخبراء العالميون الأداء المصري، مشيدين بسرعة التنفيذ والتكامل بين الفريق. هذا النجاح لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج تعاون وإخلاص فريق المناظير، بدعم من أطباء التخدير، التمريض، وقسم الأمراض المتوطنة، إلى جانب فريق البث الحي الذي نقل الحدث بجودة استثنائية.
جامعة حلوان: منارة للطب المصري
“هذا الإنجاز دليل على تطور الخدمات الطبية والتعليمية بجامعة حلوان”، هكذا علق الدكتور السيد قنديل، رئيس الجامعة، في تصريحات مليئة بالفخر. أكد أن الجامعة تضع تطوير مستشفياتها في صدارة أولوياتها، ليس فقط لتقديم رعاية متميزة، بل لتدريب جيل جديد من الأطباء القادرين على المنافسة عالمياً. “نحن نثبت أن الأطباء المصريين يمكنهم التفوق في أي مجال”، أضاف بحماس، مشيراً إلى أن هذا الحدث يعزز مكانة مصر كمركز طبي رائد.

من جانبها، لم تخفِ الدكتورة رشا رفاعي، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، سعادتها بهذا الإنجاز. “أنا فخورة بفريقنا الذي قدم أداءً عالمياً”، قالتها بنبرة واثقة، مشيدة بدور المستشفيات في دعم البحث العلمي والتدريب المستمر. “لولا دعم إدارة الجامعة وتضافر الجهود، ما كنا لنصل إلى هذه اللحظة”، أضافت، مؤكدة أن هذا النجاح هو بداية لمزيد من الإنجازات.
دعوة للتحرك
بينما يحتفل العالم بهذا اليوم، تتجدد الدعوات لمواجهة السل. الدكتورة حنان بلخي حثت دول الإقليم على اتخاذ خطوات حاسمة: تعزيز القيادة السياسية، زيادة التمويل، وتوسيع الكشف المبكر والعلاج. “لا يجب أن نفقد المزيد من الأرواح”، قالتها بحزم، مشيرة إلى أن التحديات مثل نقص الخدمات في المناطق الريفية وارتفاع السل المقاوم للأدوية تحتاج إلى حلول عاجلة.
في المقابل، يأتي إنجاز جامعة حلوان ليذكرنا بأن الطب يمكن أن يكون سلاحاً قوياً في هذه المعركة. فإذا كان الأطباء المصريون قادرين على إبهار العالم بجراحة دقيقة في 20 دقيقة، ألا يمكنهم أيضاً المساهمة في القضاء على السل؟
سر النجاح المصري
لم يكن هذا الإنجاز ليُكتب له النجاح لولا التكامل بين الفرق الطبية. من الجراحين إلى أطباء التخدير، ومن التمريض إلى فريق البث، كل فرد لعب دوراً حاسماً. “نشعر بالامتنان لدعم إدارة الكلية والمستشفى”، هكذا عبّر الفريق عن شكره، مشيرين إلى أن توفير الإمكانيات والثقة هما ما جعلا هذا الحلم حقيقة.
تخيل نفسك في قاعة المؤتمر، تشاهد شاشة عملاقة تنقل جراحة تجري على بعد آلاف الكيلومترات، وتسمع هتاف الإعجاب من خبراء العالم. هذا ما حدث في ENDO MED 2025، وهذا ما جعل العالم ينظر إلى مصر بعين التقدير.
مصر تتألق

“عرض احترافي متميز”، هكذا وصف الخبراء الدوليون الأداء المصري. لم يكن الأمر مجرد إشادة عابرة، بل شهادة على قدرة الأطباء المصريين على التفوق في مجالات تتطلب دقة وسرعة استثنائيتين. “نحن لا نقدم خدمات بمعايير عالمية فقط، بل نتجاوزها أحياناً”، هكذا علق أحد أعضاء الفريق، معبراً عن طموح يتجاوز الحدود.
معركة وأمل
في يوم السل العالمي، بينما نواجه واقعاً يصاب فيه شخص كل 34 ثانية، يأتي هذا الإنجاز الطبي كشعلة أمل. إذا كان الأطباء المصريون قادرين على إجراء جراحة معقدة في 20 دقيقة ونقلها للعالم، فهم بالتأكيد قادرون على المساهمة في مكافحة السل. الكشف المبكر، العلاج السريع، والرعاية المتكاملة، كلها مجالات يمكن أن يتألق فيها الطب المصري.
من حلوان إلى العالم
هذا النجاح ليس نهاية الطريق، بل بداية. الدكتور قنديل تحدث عن خطط لتطوير المستشفيات الجامعية، بينما الدكتورة رشا رفاعي وعدت بمزيد من الإنجازات. “نريد أن نكون في صدارة الطب العالمي”، قالتها بحماس، وهي رؤية تبدو قريبة مع هذا الزخم.

في النهاية، يوم السل العالمي 2025 ليس فقط دعوة لمحاربة مرض قاتل، بل احتفال بقدراتنا البشرية. من معركة السل إلى إنجازات الطب المصري، الرسالة واحدة: بالعمل الجاد والالتزام، يمكننا تغيير العالم. فهل أنت مستعد لتكون جزءاً من هذا التغيير؟