جامعة القاهرة تغير حياة 7 آلاف في رأس غارب
جامعة القاهرة وجابكو: تعاون يعزز التنمية برأس غارب

كتبه: الممكن نيوز
محتويات المقال
Toggleجامعة القاهرة تتألق في رأس غارب: قافلة تنموية تغير حياة الآلاف
في خطوة جديدة تؤكد التزامها بدورها المجتمعي، نظمت جامعة القاهرة قافلة تنموية شاملة بمدينة رأس غارب، بالتعاون مع شركة بترول خليج السويس “جابكو”. ثلاثة أيام حافلة بالعطاء، استفاد منها أكثر من 7 آلاف مواطن، حيث قدمت القافلة خدمات طبية وتوعوية وتربوية بمشاركة نخبة من أساتذة 9 كليات. هذا الحدث لم يكن مجرد نشاط عابر، بل نموذج ملهم للتعاون بين الأكاديميا والصناعة لخدمة المجتمع.

تعاون نموذجي يرسم ملامح التنمية
تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، وبإشراف الدكتورة غادة عبد الباري، القائمة بعمل نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أطلقت الجامعة هذه القافلة كجزء من استراتيجيتها الوطنية للتعليم العالي. “القافلة قدمت نموذجاً رائعاً للتعاون بين المؤسسة الأكاديمية والقطاع الصناعي والجهات الحكومية”، هكذا وصفها الدكتور محمد سامي عبد الصادق، مشيراً إلى أنها تعكس رؤية الجامعة في تعزيز التنمية المستدامة.
لم تكن هذه القافلة مجرد مبادرة عابرة، بل خطوة مدروسة تهدف إلى ترك بصمة حقيقية في حياة سكان رأس غارب. من الفحوصات الطبية إلى الندوات التوعوية، شملت الفعاليات كل ما يمكن أن يساهم في تحسين جودة الحياة، مما يجعلها حدثاً يستحق الإشادة والمتابعة.
خدمات طبية مجانية للجميع
لم تترك القافلة جانباً من احتياجات المواطنين دون تغطية. بمشاركة كليات الطب، وطب الأسنان، والصيدلة، والعلاج الطبيعي، والتمريض، تم إجراء فحوصات وتحاليل طبية شاملة في تخصصات متنوعة مثل المخ والأعصاب، الرمد، المسالك البولية، النساء والولادة، وطب الأطفال. “صرفنا العلاج مجاناً لجميع المرضى، وحولنا الحالات الحرجة إلى مستشفيات الجامعة”، يقول رئيس الجامعة، مؤكداً أن الهدف كان تقديم خدمة شاملة تصل إلى كل محتاج.
بلغ عدد المستفيدين من الخدمات الطبية حوالي 2400 مواطن، وتم تقديم الخدمة في مستشفى رأس غارب التخصصي. ولم تتوقف الجهود عند ذلك، فقد أضافت عيادة الأسنان المتنقلة بعدًا جديدًا بالعمل في الفترة المسائية، لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من السكان. هذا الاهتمام بالتفاصيل يعكس مدى جدية الجامعة في تحقيق أثر ملموس.
توعية مجتمعية تغير المفاهيم
لم تكتفِ القافلة بالجانب الطبي، بل امتدت لتشمل التوعية وتعزيز الوعي المجتمعي بمشاركة كليات التربية للطفولة المبكرة، والدراسات التربوية العليا، والآداب، والدراسات الأفريقية العليا. “نظمنا ندوات حول قضايا مثل الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر”، تشرح الدكتورة غادة عبد الباري، مضيفة أن الفعاليات تناولت أيضاً مخاطر التسرب من التعليم والمقامرة الإلكترونية.
استفاد نحو 4600 مواطن من هذه الندوات التي تناولت موضوعات حيوية مثل الشخصية الإيجابية ودورها في بناء المجتمع، بالإضافة إلى مخاطر الويب المظلم. كما ركزت القافلة على دعم ذوي الهمم، وقدمت جلسات نفسية وتربوية لطالبات الثانوية العامة من خلال فريق الدعم النفسي والإرشاد الأسري. هذا التنوع في الخدمات جعل القافلة حدثاً شاملاً يلبي احتياجات مختلف الفئات.
دور التعليم في محو الأمية والتنمية
من أبرز أهداف القافلة كان تعزيز دور التعليم في الحراك الاجتماعي. “سعينا لمحو الأمية ودعم الوعي التعليمي”، تقول الدكتورة غادة عبد الباري، مشيرة إلى أن هذه الجهود تأتي كجزء من التزام الجامعة بخدمة المجتمع. لم يقتصر الأمر على تقديم الخدمات المباشرة، بل كان هناك تركيز واضح على بناء وعي مستدام يساعد المواطنين على مواجهة التحديات اليومية.
بالتعاون مع صندوق مكافحة وعلاج التعاطي والإدمان، تم تنظيم فعاليات لتوعية الشباب بمخاطر الإدمان وسوء استخدام العقاقير. هذه الخطوة لاقت ترحيباً واسعاً من الأهالي، الذين أشادوا بجهود الجامعة في التصدي لمشكلات تهدد مستقبل الجيل الجديد.

تعاون مع “جابكو” يعزز الأثر
لم تكن جامعة القاهرة وحدها في هذا الحدث، فقد جاء التعاون مع شركة بترول خليج السويس “جابكو” ليضيف بعداً جديداً للمبادرة. هذا التحالف بين القطاع الأكاديمي والصناعي أثبت أن التكاتف يمكن أن يحقق نتائج مذهلة. “نفتخر بهذا التعاون الذي يعكس رؤيتنا لتحقيق تنمية شاملة”، يقول الدكتور محمد سامي عبد الصادق، مشيراً إلى أن هذه الشراكة قد تكون نموذجاً يُحتذى به في المستقبل.
دور “جابكو” لم يكن مجرد دعم لوجستي، بل كان شريكاً فاعلاً ساهم في إنجاح القافلة وتوسيع نطاق خدماتها. هذا التعاون يبرز أهمية توحيد الجهود بين مختلف القطاعات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو ما تسعى إليه مصر في رؤيتها لعام 2030.
أثر ملموس في حياة 7 آلاف مواطن
ثلاثة أيام فقط، لكنها كانت كافية لتغيير حياة الآلاف في رأس غارب. من فحوصات طبية مجانية إلى ندوات توعوية، تركت القافلة بصمة واضحة في المدينة. “لم نكن نتوقع هذا الحجم من الخدمات”، يقول أحد المواطنين الذين استفادوا من القافلة، معبراً عن امتنانه للجامعة وفريقها.
الأرقام تتحدث عن نفسها: 2400 مستفيد من الخدمات الطبية، و4600 من الندوات التوعوية، وهذا يعني أن أكثر من 7 آلاف شخص شعروا بأثر هذه المبادرة. هذا العدد ليس مجرد إحصائية، بل قصص نجاح لأفراد حصلوا على فرصة لتحسين حياتهم، سواء بتلقي علاج أو اكتساب وعي جديد.
جامعة القاهرة: ريادة في خدمة المجتمع
هذه القافلة ليست الأولى من نوعها، لكنها بالتأكيد واحدة من الأكثر تأثيراً في تاريخ الجامعة. من خلال هذه المبادرة، أثبتت جامعة القاهرة أنها ليست مجرد صرح أكاديمي، بل قوة فاعلة في المجتمع. “نحن هنا لنخدم ونبني”، يقول رئيس الجامعة، مؤكداً أن هذه القوافل ستظل جزءاً أساسياً من استراتيجية الجامعة.
مع مشاركة 9 كليات وفرق طبية وتوعوية، أظهرت الجامعة قدرتها على تقديم خدمات شاملة تلبي احتياجات المجتمع. ومع استمرار هذه الجهود، يبدو أن الجامعة مستعدة لقيادة المزيد من المبادرات التي تعزز مكانتها كرائدة في التعليم والتنمية.
ختاماً: خطوة نحو مستقبل أفضل
قافلة رأس غارب لم تكن مجرد حدث عابر، بل رسالة واضحة عن دور الجامعة في بناء مجتمع أقوى وأكثر وعياً. بفضل تعاونها مع “جابكو” وجهود أساتذتها، نجحت جامعة القاهرة في تقديم نموذج يستحق التقدير. فهل ستكون هذه القافلة بداية لسلسلة من المبادرات الكبرى؟ الإجابة تبدو واضحة: الجامعة لن تتوقف عن العطاء، والمستقبل يحمل المزيد من الإنجازات!