معلومة

حياة تلاميذ المدارس في عهد محمد علي .. طارق أحمد 

محمد علي
محمد علي

كانت حكومة محمد علي تتسلم التلاميذ من أهاليهم ، فتحل محلهم في رعايتهم وتعاملهم كأبنائها ، تقوم على تعليمهم وتربيتهم ، كما تعلمهم وتكسوهم وتمنحهم (مصروفهم) كل شهر ، بل تقوم بختان من لم يختتن منهم ، وهي فوق هذا تاويهم في مدارسها ليلا ونهارا ، لا يبرحونها الى أهلهم الا حين تشاء .

وهذا طبيعي فالحكومة تعمل على تنشئة هؤلاء التلاميذ تحت اشرافها ، حتى يشبوا وقد تشبعوا بالمبادئ ، التي تبثها فيهم ، لخدمة الباشا الكبير ولي النعم – محمد على – والعمل لنيل رضاه السامي عن طريق العلم والطاعة والاخلاص ، على ان الحكومة كانت تعلم ايضا أن التعليم كالنبات الأجنبي يحتاج لأقلمه الى دوام العناية والاشراف عليه ،
فحكومة محمد علي كانت تنزع تلاميذ مدارسها من بيئاتهم التي نشاوا بها وتحيطهم بعوامل أخرى أكثرها غريب لم يألفوه ، وتأخذهم بتفهم هذة العوامل والاستجابة لها ، ذلك لأنها كانت تخشى – ان تركتهم يترددون على بيوتهم – أن ينسوا بها ما تعمل تلك المدارس جاهدة على بث فيهم من مبادئ الطاعة والنظام ،
وبذلك تفسد التربية المنزلية عملها … وذلك لأن خروج تلاميذ المكتب في المساء الى بيوتهم ومبيتهم بها رغم أنه مخالف للقانون ، ومخل بدروسهم وادارتها ، فانه يسبب فساد أخلاقهم وابتلائهم بأنواع الرزائل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى