برنامج’المستقبل‘: خطوة مصر نحو الريادة الرقمية”

برنامج المستقبل”: خطوة مصرية جريئة نحو قيادة التحول الرقمي

كتبته: جيهان عبد الرحمن

في عالم يتسارع فيه الزمن وتتغير قواعد اللعبة بين ليلة وضحاها، أطلق مركز التعليم التنفيذي جامعة النيل، بالتعاون مع شركة مصر للتأمين، برنامجاً طموحاً يحمل اسم “المستقبل”. هذا ليس مجرد برنامج تدريبي عادي، بل خطوة استراتيجية تهدف إلى بناء قدرات قيادية تمتلك الجرأة والرؤية لقيادة التحول الرقمي في قطاع التأمين، ووضع مصر على خريطة الابتكار العالمي. فما القصة وراء هذا المشروع الواعد؟

 بداية جديدة

عندما تجتمع جامعة النيل، بقيادة الدكتور وائل عقل، مع عملاق التأمين المصري “مصر للتأمين”، لا يمكن أن يكون الناتج سوى شيء استثنائي. البرنامج، الذي صيغ بعناية ليتماشى مع رؤية الشركة المستقبلية، يعكس إرث طلعت حرب، رائد الاقتصاد المصري، الذي آمن بأن المستقبل يُصنع بالعمل والابتكار. “نريد أن نكون في صدارة من يصنعون المستقبل”، هكذا لخص الدكتور عقل الفكرة، مشيراً إلى أن الجامعة تسعى لتكون جسرًا بين الأكاديميا واحتياجات الصناعة.

تخيل معي: قاعة مليئة بقادة المستقبل، يتعلمون كيف يحولون الأفكار إلى واقع رقمي ملموس. هذا هو جوهر برنامج “المستقبل”، الذي يجمع بين ورش عمل مكثفة وتدريبات مخصصة تهدف إلى تمكين قيادات مصر للتأمين من أدوات القرن الحادي والعشرين.

التحول الرقمي: ضرورة لا خيار

“التحول الرقمي ليس رفاهية، بل التزام”، هكذا بدأ السيد عمر جودة، الرئيس التنفيذي لمصر للتأمين، حديثه عن أهمية هذا البرنامج. في عالم تتغير فيه احتياجات العملاء بسرعة البرق، أصبح التأقلم مع التكنولوجيا الحديثة شرطاً للبقاء في المنافسة. “نحن نريد أن نشكل الاقتصاد الرقمي المصري، لا أن نكون مجرد متفرجين”، أضاف جودة بحماس، مؤكداً أن التعاون مع جامعة النيل سيمنح الشركة دفعة قوية نحو تحقيق هذا الهدف.

لكن ما الذي يجعل هذا البرنامج مختلفاً؟ إنه ليس مجرد دراسة نظرية، بل مزيج من التفكير الاستراتيجي والمهارات العملية التي تُترجم إلى نتائج حقيقية على أرض الواقع.

 قلب البرنامج

الدكتورة صفاء عفيفي، رئيس قطاع الموارد البشرية بمصر للتأمين، لم تخفِ شغفها بهذا المشروع. “نحن نستثمر في أهم رأس مال لدينا: البشر”، قالتها بنبرة واثقة، مشيرة إلى أن البرنامج يركز على تطوير القدرات القيادية والتنفيذية لموظفي الشركة. من إدارة استراتيجية إلى تكنولوجيا رقمية وابتكار مؤسسي، الهدف هو خلق جيل من القادة قادر على مواجهة تحديات المستقبل.

تخيل قائداً يجلس في مكتبه، يضع خطة رقمية مبتكرة تعزز تجربة العملاء وتضاعف كفاءة الشركة. هذا ليس خيالاً، بل ما يسعى “المستقبل” لتحقيقه من خلال تدريبات مصممة بعناية لتلبية احتياجات قطاع التأمين.

جامعة النيل: شريك في صناعة المستقبل

الدكتور وائل عقل لم يكتفِ بالحديث عن البرنامج، بل وضع رؤية واضحة لدور الجامعة. “نحن هنا لنصنع تأثيراً ملموساً”، قالها بثقة، مشدداً على أن جامعة النيل ليست مجرد مؤسسة أكاديمية، بل شريك فعّال في دعم الصناعة. “التعاون مع مصر للتأمين يعكس التزامنا بدعم التحول الرقمي في مصر”، أضاف، مؤكداً أن البرنامج سيجهز القطاع لمواجهة متطلبات عالم متغير.

من جانبه، أوضح خالد عيد، رئيس قطاع التعليم التنفيذي بالجامعة، أن “المستقبل” ليس مجرد برنامج تقليدي. “نحن نجمع بين التفكير الاستراتيجي والمهارات الحديثة”، قالها بحماس، مشيراً إلى أن التركيز ينصب على التكنولوجيا كقوة دافعة للاقتصاد. “هذا نموذج مبتكر للتعاون بين التعليم والصناعة”، أضاف، معبراً عن فخره بدور الجامعة في هذا المشروع.

مصر للتأمين: ريادة مستمرة

مصر للتأمين ليست مجرد شركة، بل رمز للريادة في القطاع منذ عقود. واليوم، مع إطلاق “المستقبل”، تعيد الشركة تأكيد مكانتها كلاعب رئيسي في تشكيل مستقبل التأمين. “نريد أن نكون في المقدمة، لا أن نتبع الآخرين”، هكذا لخص عمر جودة رؤية الشركة، مشدداً على أن تمكين الكوادر بالمهارات الرقمية هو السبيل لتحقيق ذلك.

تخيل عميلاً يتعامل مع شركة تأمين تقدم خدماتها عبر تطبيق ذكي، بسرعة وكفاءة لم يعهدها من قبل. هذا هو الحلم الذي يسعى البرنامج لتحويله إلى واقع.

ردود الأفعال: تفاؤل وطموح

لم تمر هذه الخطوة دون أن تلفت الأنظار. خبراء التأمين رأوا في البرنامج نموذجاً يمكن أن يُحتذى به في القطاعات الأخرى. أحد المختصين علق قائلاً: “هذا التعاون قد يغير قواعد اللعبة في التأمين الرقمي”. بينما أبدى موظفو الشركة حماسهم للتدريب، متطلعين إلى اكتساب مهارات تجعلهم في صدارة المشهد.

لكن البعض تساءل: هل سيتمكن البرنامج من مواكبة التغيرات السريعة في التكنولوجيا؟ الإجابة تكمن في التجربة، لكن الخطوة الأولى تبدو واعدة جداً.

تحديات وآمال: الطريق إلى النجاح

لا شك أن التحول الرقمي يحمل تحديات. من تكلفة التدريب إلى ضرورة التكيف مع تقنيات متجددة باستمرار، الطريق ليس مفروشاً بالورود. لكن مع التزام جامعة النيل ومصر للتأمين، يبدو الأمل كبيراً. “نحن نزرع بذرة لمستقبل رقمي مزدهر”، هكذا وصف أحد المشاركين المشروع، معبراً عن تفاؤل يعكس روح البرنامج.

الخلاصة: خطوة نحو غد أفضل

في النهاية، برنامج “المستقبل” ليس مجرد مبادرة، بل رؤية لمصر رقمية متقدمة. من خلال تعاون جامعة النيل ومصر للتأمين، يُرسم طريق جديد يجمع بين العلم والصناعة، بين القادة والتكنولوجيا. شكرًا لكل من ساهم في هذه الخطوة، ولنأمل أن تكون بداية لنهضة رقمية تضع مصر في صدارة العالم. فهل أنت مستعد لتكون جزءاً من هذا المستقبل؟