بقلم !!!

الصداقة الحقيقية في مكان العمل تُزيد الإنتاجية وتُحسن النفسية

الصداقة الحقيقية في مكان العمل تُزيد الإنتاجية وتُحسن النفسية

بقلم: الدكتورة/ هويدا عزت .. كاتبة وباحثة في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة

إن بناء العلاقات الاجتماعية بين العاملين تعتبر شكلًا من أشكال الحصول على الفوائد، التي تؤثر على سلوكيات الأفراد، كما أن العلاقات الجيدة ضرورية لصحة الفرد فدعم الزملاء يُمكن أن يُخفف من التأثير السلبي للإجهاد الذي قد يُصيب الفرد.

وتعد للصداقة في مكان العمل أبعاد محورية في المُنظمات حيث يشعر العاملين بأنهم أسرة واحدة، كونها المعيار الذي يؤدي إلى تحقيق سلامتهم النفسية فهي تلعب دورًا كبيرًا في إشباع حاجاتهم الاجتماعية، عندما يحصلون على الدعم اللازم من زملائهم للتعامل مع ضغوط العمل، وهذا ما يمنح المُنظمة مزيدًا من القوة والمرونة، باعتمادها على فريق عمل متآلف ومنتج.

وتعتبر الصداقة بين العاملين أحد مُسببات السعادة في مكان العمل، فالصداقات الإيجابية ليس لها تأثير فقط على سعادة العاملين، ولكن أيضًا على الإنتاجية التنظيمية، ومواقف العاملين تجاه وظائفهم.

وأوضحت الدراسات التي أجريت على أثر الصداقة على بيئة العمل أن انتشار الصداقة مرتبطة بشكل إيجابي في زيادة الإنتاج، وأن انتشار الصداقة له تأثير أكبر على المُشاركة في العمل.

فالصداقة في مكان العمل تقلل من مشاعر عدم الأمان وعدم اليقين، كما أن أصدقاء العمل يتشاركون المعلومات والتعاطف حول المشكلات والمخاوف المتعلقة بالعمل، وقد يتبادلون كلمات التشجيع والثقة والاحترام وردود الفعل، مما قد يُزيد الحماس والموقف الإيجابي الذي يساعد على تحسين كفاءة العمل.

وكشفت دراسة حديثة أن أصدقاء العمل يقدموا الدعم النفسي والموارد التي تساعدهم على إنجاز وظائفهم، وتقليل ضغوط العمل، وتوفير مزيد من التواصل والتعاون والطاقة، كما يمكن أن تؤثر صدقة العمل على مواقف العاملين، ونواياهم، وسلوكياتهم المُتعلقة بالعمل، مثل الرضا الوظيفي، وسلوكيات المُواطنة التنظيمية، الأداء الوظيفي، معدل دوران العمل، لأنهم يكتسبون شعورًا بالانتماء والالتزام تجاه الأصدقاء في مكان العمل الذين قبلوا وفهموا وساعدوا في العمل، فهي علاقات عمل طوعية توفر الألفة وتتضمن الثقة المتبادلة والالتزام والمصالح والقيم المشتركة.

ولا يعُد الحفاظ على الصداقات مع الأشخاص في العمل أمرًا صحيًا اجتماعيًا فحسب، بل إنه طريقة رائعة لتطوير المهارات والتعرف على مجالات عمل جديدة وخبرات مختلفة بالإضافة إلى أنه يجعل العمل أكثر متعة.

فالعاملون الذين يدركون روح الصداقة تكون لديهم قدرة فائقة على تحقيق بعض الحاجات مثل: الحاجة للانتماء، وإشباع الحاجات الاجتماعية؛ مما يزيد استعدادهم لتحمل المسئولية، ويزداد شعورهم بقدرتهم على تفعيل مواهبهم لصالح نمو وتطوير المنظمة، فيتحمسون لممارسة سلوكيات المواطنة التنظيمية باطمئنان لاستشعار دعم الأخرين لدورهم الإضافي.

كما أن العاملين المرتبطون بالصداقة يميلون إلى الانخراط في سلوكيات الإيثار، من خلال قيامهم بمساعدة زملائه في العمل، ونقل خبراتهم لزملائهم الجدد، وتقديم التوجيه أو النصيحة حول مُختلف الأمور المُتعلقة بالعمل الأمر الذي من شأنه رفع كفاءة المنظمة، وتحسين الإنتاج، والأداء التنظيمي، لأن العاملين في صداقات العمل يرغبون في مساعدة بعضهم البعض في المهام المُختلفة داخل المُنظمة.

لذا يقدر العاملين الصداقة في أعمالهم، حيث تسعى المُنظمات لتعزيز الصداقة بين العاملين، من خلال خلق ودعم ثقافة أفضل مكان عمل لموظفيها والارتقاء إلى مستويات جديدة من الثقة والاعتزاز والصداقة الحقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى