وزير التعليم العالي يعلن خطة طموحة للبحث العلمي والابتكار في اجتماع المجلس الاعلى للجامعات بجامعة القاهرة

وزير التعليم العالي يعلن خطة طموحة للبحث العلمي والابتكار في اجتماع جامعة القاهرة

في يوم مشمس من أيام السبت، شهدت جامعة القاهرة حدثًا بارزًا باستضافة اجتماع المجلس الأعلى للجامعات، برئاسة الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس، ونخبة من أعضائه. لم يكن هذا الاجتماع عاديًا، بل جاء محملًا بقرارات وتوجيهات تؤكد طموح مصر في تعزيز مكانتها الأكاديمية والعلمية عالميًا، مع الاحتفال باليوبيل الماسي للمجلس بمرور 75 عامًا على تأسيسه.

اليوبيل الماسي: احتفال بتاريخ عريق ورؤية مستقبلية

استهل الدكتور أيمن عاشور كلمته بالتعبير عن سعادته بهذا الاحتفال التاريخي، مشيدًا بدور المجلس كصرح أكاديمي يضم قامات علمية كبيرة تساهم في تطوير التعليم العالي. وجه الوزير بضرورة تحديث البرامج الدراسية لتواكب التطورات العالمية، مؤكدًا أن الهدف هو تخريج أجيال قادرة على مواجهة تحديات سوق العمل الحالي والمستقبلي. “نريد خريجين لا يبحثون عن وظائف فقط، بل يخلقونها”، هكذا لخص الوزير رؤيته، في دعوة واضحة للابتكار والريادة.

البحث العلمي والابتكار: قلب السياسة الوطنية

لم يكن الحديث عن البرامج الدراسية مجرد كلام نظري، بل جاء مقرونًا بتوجيهات عملية لتعزيز البحث العلمي والابتكار. شدد الوزير على أهمية تنفيذ السياسة الوطنية للابتكار المستدام والمبادرة الرئاسية “تحالف وتنمية“، داعيًا الجامعات لتحويل الأفكار البحثية إلى منتجات ملموسة تخدم الاقتصاد الوطني. “كل فكرة مبتكرة يمكن أن تكون لبنة في بناء مستقبل مصر”، قالها بحماس، مشيرًا إلى ضرورة دعم الأبحاث التي تحل التحديات التنموية في مختلف المحافظات.

تخيل معي طالبًا يبتكر حلًا لمشكلة محلية مثل إعادة تدوير المخلفات، أو أستاذًا يطور تقنية جديدة للطاقة المتجددة. هذه ليست أحلامًا بعيدة، بل أهدافًا يسعى الوزير لتحقيقها من خلال هذه التوجيهات.

توعية الطلاب بالأمن القومي: رسالة وطنية

لم يغفل الوزير عن البعد الوطني، حيث وجه بتكثيف الندوات واللقاءات مع الرموز الوطنية لتوعية الطلاب بالتحديات التي تواجه الأمن القومي. “شبابنا هم خط الدفاع الأول عن الوطن، ويجب أن يكونوا على دراية بما يحيط بنا”، هكذا أكد، مشيرًا إلى أهمية غرس الوعي الوطني بجانب التعليم الأكاديمي. هذه الخطوة تعكس رؤية شاملة تجمع بين العلم والمسؤولية الاجتماعية.

الفن والثقافة: منصة لإبداع الطلاب

في لمسة إنسانية، دعا الوزير إلى التوسع في الأنشطة الفنية والثقافية داخل الجامعات، من مسرحيات وفيديوهات إلى عروض فنية تعبر عن مواهب الطلاب. “نريد أن نرى إبداعات شبابنا داخل وخارج الحرم الجامعي”، قالها بنبرة مشجعة، موجهًا بإقامة مسابقات تبرز هذه المواهب وتقدمها للمجتمع. ولم يكتفِ بذلك، بل اقترح تشكيل لجنة من الأساتذة لدعم تطوير الدراما والإعلام، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي باستغلال خبرات الجامعات في هذا المجال.

إشادة عالمية: 19 جامعة مصرية في تصنيف QS 2025

وسط هذه الأجواء الحماسية، أثنى الوزير على إنجاز كبير حققته الجامعات المصرية بإدراج 19 جامعة في تصنيف QS العالمي للتخصصات الجامعية لعام 2025. “هذا دليل على أننا نسير في الاتجاه الصحيح”، قالها بفخر، موجهًا بضرورة دعم الباحثين لزيادة النشر العلمي في المجلات الدولية المرموقة. هذا الإنجاز ليس مجرد أرقام، بل شهادة على صعود التعليم العالي المصري عالميًا.

جامعة الإسكندرية تتوسع عالميًا: فروع في 3 دول

من أبرز قرارات الاجتماع، اعتماد المجلس لقرارات جامعة الإسكندرية بإنشاء فروع لها في اليونان والسعودية والعراق. هذه الخطوة ليست مجرد توسع جغرافي، بل رسالة قوية تعكس طموح مصر لتصدير تعليمها العالي إلى العالم. “نريد أن نكون حاضرين في كل مكان، وأن يحمل اسم مصر علامة التميز الأكاديمي”، هكذا علق مصدر مطلع على القرار، مؤكدًا أن الإجراءات القانونية جارية لإتمام هذا المشروع الضخم.

تقرير مارس: إنجازات ومبادرات

استعرض المجلس تقريرًا شاملًا عن أنشطة الوزارة في مارس 2025، تضمن لقاء الوزير مع رئيس الوزراء لمتابعة مشروعات التعليم العالي، مثل إنشاء الجامعات الأهلية والتكنولوجية ومستشفى 500500 للأورام. كما تناول التقرير زيارة الوزير إلى تونس لتعزيز التعاون الأكاديمي، ومشاركته في اجتماعات “الإيسيسكو” و”بريكس”، حيث انضمت 20 جامعة مصرية إلى شبكة التعليم العالي للمجموعة.

وفي خطوة أخرى، وافق المجلس على إنشاء 12 جامعة أهلية جديدة، من القاهرة إلى الأقصر، لتوسيع نطاق التعليم الجامعي وتلبية احتياجات الطلاب في مختلف المحافظات.

تعاون دولي ودعم محلي

لم يقتصر الاجتماع على الشأن المحلي، بل شهد مناقشات مع سفير فرنسا لتطوير التعليم العالي، وبحث استضافة مصر لاجتماعات الاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية. كما تم تخصيص 150 فدانًا لجامعة حلوان بالعاصمة الإدارية، في خطوة تعكس التوسع في البنية التحتية الأكاديمية.

ردود أفعال: تفاؤل وطموح

بعد الاجتماع، عبّر أساتذة وطلاب عن تفاؤلهم بهذه التوجيهات. أحد الأساتذة قال: “التركيز على البحث العلمي سيغير قواعد اللعبة”. بينما رأى طالب أن الأنشطة الفنية ستفتح أبوابًا جديدة للإبداع. لكن البعض تساءل عن كيفية تطبيق هذه الرؤى في ظل التحديات اللوجستية والمالية.

الخلاصة: خطوة نحو مستقبل مشرق

في النهاية، كان اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بجامعة القاهرة بمثابة إعلان عن مرحلة جديدة في التعليم العالي المصري. من تعزيز البحث العلمي إلى التوسع الدولي والاهتمام بالفنون، يبدو أن الوزير أيمن عاشور يضع نصب عينيه بناء منظومة متكاملة تجمع بين العلم والإبداع والمسؤولية الوطنية. فهل نشهد قريبًا نهضة أكاديمية غير مسبوقة؟ الإجابة تكمن في التنفيذ، والأيام القادمة ستكشف المزيد.