هل ينتظر OpenAI مصير مجهول بسبب الطموح المفرط؟
خطر الزوال يحدق بـ OpenAI.. هل الطموح أعمى الشركة عن مخاطر تقنياتها الخطيرة؟
سان فرانسيسكو – تتعرّض شركة OpenAI الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي للضغوط من مختلف الجهات بسبب مخاوف تتعلق بمدى سلامة التقنيات التي تطورها وتداعياتها المحتملة على المجتمع.
وكشف تحقيق استقصائي نشرته صحيفة نيويورك تايمز أمس الأحد أن الشركة تتجاهل الإنذارات المتكررة بشأن مخاطر أدواتها الذكية مثل ChatGPT، وتركّز بشكل أساسي على النمو السريع وزيادة عدد المستخدمين.
ونقل التقرير عن موظفين سابقين في OpenAI قولهم إن المؤسس المشارك للشركة، سام ألتمان، يدفع مهندسي البحث والتطوير لإطلاق منتجات جديدة بشكل متسارع دون إجراء الاختبارات اللازمة لضمان عدم إساءة استخدام هذه التقنيات.
كما انتقد التقرير آليات الرقابة الداخلية لدى OpenAI، ووصفها بأنها ضعيفة وغير كافية للتحقق من سلامة منتجات معقدة مثل ChatGPT الذي أثار ضجة كبيرة منذ إطلاقه في نوفمبر الماضي.
وحذر خبراء استشيرتهم الصحيفة من مخاطر احتمال إساءة استخدام هذه التقنيات في نشر المعلومات الخاطئة أو التضليل أو الابتزاز أو الاحتيال، ما لم تتخذ OpenAI خطوات صارمة لمراقبة وتقييم أدواتها بدقة قبل طرحها.
وقال باحثون في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي إن من شأن هذه المخاطر أن تلحق ضرراً جسيماً بمصداقية OpenAI في المدى الطويل، ما لم تتدارك الوضع سريعاً من خلال وضع ضوابط ومعايير أكثر صرامة.
بينما ردت الشركة في بيان لها بأنها ملتزمة بمبادئ السلامة والمسؤولية، وقالت إنها ستستثمر مليار دولار إضافية هذا العام في أبحاث تهدف لضمان استخدام تقنياتها بما يحقق المنفعة للبشرية.
إلا أن الناشطة في مجال الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، جوي فيتسباتريك، قالت إن وتيرة إصدار المنتجات الحالية من قبل OpenAI يعكس ثقافة تهمل الدراسات الاجتماعية والسلوكية اللازمة قبل طرح مثل هذه التقنيات ذات التأثير العميق.
وأضافت في تصريحات صحفية اليوم “يبدو أن الشركة مسكونة فقط بتحقيق أرقام النمو وزيادة الإيرادات، دون النظر إلى العواقب طويلة المدى”.
وتوقع الخبراء أن تواصل OpenAI مسيرتها التوسعية السريعة خلال العام الحالي، رغم التحديات، في ظل الاهتمام المتزايد بتقنيات الذكاء الاصطناعي ورغبة الشركات والحكومات في الاستفادة من إمكاناته الهائلة.
إلا أن البعض يخشى من أن تؤدي ثقافة “الابتكار المتهور” لدى OpenAI، وحالة “الإدمان” على النمو السريع، إلى فقدان السيطرة الأخلاقية وطرح منتجات لا تراعي تبعاتها الاجتماعية، الأمر الذي قد يهدد مستقبل الشركة ذاتها.